للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجامعات من النساء فلم تبلغ من إلا هذه النسبة، وإذا سألت عن البقية تحدهن موظفات، وعاملات، وعارضات أزياء، وفي سوق الرقيق الأبيض (١).

وقد نيل من إسرائيل في حكم (جولدا مائير) حتى كادت تنتهي، لولا ما فعلته أمريكا، ما يدلل على ضعف المرأة، وعدم قدرتها على التخطيط للحروب. وقد أجرت «إنديرا غاندي» يوم حكمت الهند انتخابات لترى أيختارها قومها للحكم أم لا؟ فسقطت في الانتخابات، وجرّت الهند إلى الويلات (٢).

وكما تعارضت الأنوثة شرعيًّا وتاريخيًا مع القيام بالمناصب السياسية العامة، فإنها أيضًا تتعارض بصورة واضحة في واقع الحياة السياسية المعاصرة من جهة ضعف حضور النساء السياسي، وتمكنهن القيادي، رغم الانفتاح السياسي الكبير الذي تشهده نساء هذا العصر، وإعلانات حقوق الإنسان، ورفع شعارات المساواة، وصدور القوانين العربية والعالمية التي تسمح للإناث بالمشاركة السياسية، وتولي جميع المناصب القيادية على قدم المساواة الكاملة بالرجال، ودعم ذلك كله بالمؤتمرات العالمية، والندوات المحلية بما لا يدع مجالًا للشك في صدق هذا التوجه نحو تمكين نساء العالم سياسيًّا واجتماعيًّا إلا أن واقع الإحصاءات العالمية الحديثة يشير بوضوح إلى تخلف حضور النساء السياسي على جميع المستويات، وفي جميع الدول قاطبة بما فيها الدول الصناعية المتقدمة بشكل يبعث على خيبة الأمل مقابل الجهود الكبيرة الرامية لدعمهن الاجتماعي وتمكينهن السياسي، فإن تمثيلهن في البرلمانات حتى عام (١٩٩٠ م) لا يزيد في العالم عن (١٤%) ولا يتجاوز في الدول


(١) مجلة النهضة، العدد (٨٧١) ١٤/ ٧/ ١٩٨٤ م ص (٥٨).
(٢) ينظر: مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة (٢٥١).

<<  <   >  >>