للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا وكل حق للزوجة، فلله حق فيه من حيث إنه الآمر بأداء الحقوق.

الثاني: تقسيم الحق باعتبار محله:

فإنه ينقسم إلى قسمين (١):

القسم الأول: حق مالي.

والقسم الثاني: حق غير مالي.

وينقسم الحق المالي باعتبار ما يتعلق به إلى قسمين:

الأول: حق مالي يتعلق بالأموال ويمكن الاستعاضة عنه بمال، كالأعيان المالية إذ لا يمكن بيعها، والاستعاضة عنها.

والثاني: حق مالي لا يتعلق بالأموال كحق الزوجة في المهر والنفقة فكلاهما حق مالي لا يتعلق بالمال، وإنما يتعلق الأول بالزواج والدخول، ويتعلق الثاني بحبس الزوجة نفسها لمصلحة الزوج.

والقسم الثاني: حق غير مالي:

وهو ما كان الحق فيه متعلقا بغير المال، كتعلق الإنسان بالعزة والكرامة، والسير في البر والبحر، الثابت بقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (٢) وكتعلق حق الزوجة بالمعاشرة الحسنة الثابتة بقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (٣).

- ومما تقدم يتبين أن الله سبحانه هو منشئ الحقوق، ومانحها للإنسان، ولولا ذلك ما ثبت للإنسان حق، قال الشاطبي -رحمه الله-: «لأن ما هو حق للعبد إنما


(١) ينظر: المدخل الفقهي العام، للزرقاء (٣/ ١٥) وما بعدها.
(٢) الإسراء: (٧٠).
(٣) النساء: (١٩).

<<  <   >  >>