للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث من الفوائد المتعلقة بالمبحث:

١ - تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبًا عن القيام بمصالح أنفسهن، بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن، وإمكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال (١).

٢ - الابتلاء يكون بالخير كما يكون بالشر، يقول تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (٢) والبنات خير إن أُحْسِن إليهن، لتسببهن في دخول المحسن الجنة، والنجاة من النار.

قال النووي تبعًا لابن بطال: «إنما سماه ابتلاء؛ لأن الناس يكرهون البنات، فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك، ورغب في إبقائهن، وترك قتلهن بما ذكر من الثواب الموعود به من أحسن إليهن، وجاهد نفسه في الصبر عليهن» (٣).

وقال الحافظ: «قال شيخنا في «شرح الترمذي»: يحتمل أن يكون معنى الابتلاء هنا الاختبار، أي من اختبر بشيء من البنات لينظر ما يفعل أيحسن إليهن أو يسيء، ولهذا قيده في حديث أبي سعيد بالتقوى، فإن من لا يتقي لا يأمن أن يتضجر من وكله الله إليه، أو يقصر عما أمر بفعله، أو لا يقصد بفعله امتثال أمر الله، وتحصيل ثوابه. والله أعلم» (٤).

٣ - في الحديث فضل الإحسان إلى البنات، وقد اختلف في المراد بالإحسان هل يقتصر به على قدر الواجب، أو بما زاد عليه؟ قال الحافظ: «والظاهر الثاني؛ فإن


(١) ينظر: شرح الكرماني (١٠/ ١٠٢)، فتح الباري (١٠/ ٤٢٩)، عمدة القارئ (٨/ ٢٧٨).
(٢) الأنبياء: (٣٥).
(٣) شرح ابن بطال على صحيح البخاري (٨/ ٢٠١)، شرح النووي على صحيح مسلم (١٦/ ١٧٩).
(٤) فتح الباري (١٠/ ٤٢٩).

<<  <   >  >>