للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة أعطت المرأة التمرة، فآثرت بها ابنتيها، فوصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أشار إليه من الحكم المذكور، فدل على أن من فعل معروفًا لم يكن واجبًا عليه، أو زاد على قدر الواجب عليه عدّ محسنًا، والذي يقتصر على الواجب وإن كان يوصف بكونه محسنًا، لكن المراد من الوصف المذكور قدر زائد، وشرط الإحسان أن يوافق الشرع لا ما خالفه، والظاهر أن الثواب المذكور إنما يحصل لفاعله إذا استمر إلى أن يحصل استغناؤهن عنه بزوج أو غيره، كما أشير إليه في بعض ألفاظ الحديث، والإحسان إلى كل أحد بحسب حاله».

• وفسّرت الأحاديث النبوية معنى الإحسان، أخرج الإمام أحمد في المسند (١)، والبخاري في الأدب المفرد (٢)، والبزار كما في كشف الأستار (٣)، والطبراني في الأوسط (٤)، والبيهقي في الشعب (٥) من طرق عن علي بن زيد، عن محمد بن المُنْكَدر قال: حدثني جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كنّ له ثلاث بنات يُؤْويهنَّ، ويرحمهنّ، ويَكْفُلُهُن وجبت له الجنة البتة» قال: قيل: يا رسول الله، فإن كانت اثنتين؟ قال: «وإن كانت اثنتين» قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة. لقال: واحدة. واللفظ لأحمد.

قال الهيثمي في المجمع (٦): «رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط بنحوه، وزاد «ويزوجهن» من طرق، وإسناد أحمد جيد».


(١) (٢٢/ ١٥٠) ١٤٢٤٧.
(٢) ٧٨.
(٣)
(٤) (٥/ ٩٠) ٤٧٦٠.
(٥) (٧/ ٤٦٩) ١١٠٢٥.
(٦) (٨/ ١٥٧).

<<  <   >  >>