للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كانت له ثلاث بنات، فصبر عليهنّ فأطعمهن، وسقاهن، وكساهن مِنْ جِدَته كن له حجابًا من النار» واللفظ لأحمد.

وإسناده صحيح.

وهذه الأوصاف المتقدمة يجمعها لفظ «الإحسان» وقد تقدم (١) إيراد الخلاف في المراد بالإحسان هل يقتصر به على قدر الواجب أو بما زاد عليه.

جـ- جاء في رواية عمر بن عبد العزيز للحديث عند مسلم (٢) عن عائشة قالت: « … فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبي ش أنا، فذكرت الذي صنعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار» فأثيبت المرأة على رحمتها الفطرية لابنتيها بالعتق من النار، ودخول الجنة، فكيف بمن يرحم بنات لا نسب له بهن ولا سبب.

٢ - الإحسان إلى البنات سبب مرافقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة:

قد يخطر على بال قارئ الحديث الأول أن الإحسان إلى البنات منجاة من النار فحسب، لكن تأتي الأدلة لتبين أن الإحسان إلى البنات سبب مرافقة رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.

أخرج مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة والآداب، باب: فضل الإحسان إلى البنات (٣) من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه».


(١) ص: (٧٥٧).
(٢) (٤/ ٢٠٢٧) ٢٦٣٠.
(٣) (٤/ ٢٠٢٧) ٢٦٣١.

<<  <   >  >>