للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استأذنت «هالة» عرف النبي -صلى الله عليه وسلم- استئذان خديجة؛ لتشابههما فارتاح للصوت لما سمعه، وحملته الذكرى الجميلة إلى رياض خديجة فارتاح نفسًا بها، وتنفس عبر ماضيها.

وفي استئذان هالة بنت خويلد -رضي الله عنها- على الرسول -صلى الله عليه وسلم- دليل على جواز السلام على الرجل الأجنبي، وزيارة المعرفة، ما لم تكن مصافحة أو خلوة، والتزمت المرأة الحجاب الشرعي؛ لرضا النبي بمجيء هالة، وارتياحه لزيارتها، وسروره بسلامها وتحيتها.

وهذا الترحيب والإكرام … رعاية لحق أختها خديجة -رضي الله عنها- ووفاء بعهدها، وهو من حسن الإيمان (١).

- كثرة ذكرها، والثناء عليها:

وهو دليل على عمق المحبة ورسوخها … وسبق في رواية البخاري قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنها كانت … وكانت» وقولها «كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة».

- بر معارفها وإكرام صواحبها بعد موتها:

والإحسان إليهم، وإرسال الهدايا والتحف إليهن، وتعاهدهم بها، وهذا مشعر باستمرار حبّه لها.

وجاء في رواية البخاري في كتاب الأدب، باب: حسن العهد من الإيمان (٢) من حديث عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل


(١) ينظر: إكمال المعلم (٧/ ٤٤٣)، الفتح (٧/ ١٧٥).
(٢) (٥/ ٢٢٣٧) ٥٦٥٨.

<<  <   >  >>