للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قَصَب، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهدي في خلتها منها».

فهل رأيت برًا ووفاء للنساء كبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

هـ- مؤانسة النبي -صلى الله عليه وسلم- لنسائه:

ولعل من أصرح الأدلة على ذلك حديث أم زرع (١)، وبوّب عليه البخاري في صحيحه في كتاب النكاح، باب: حسن المعاشرة مع الأهل (٢). وفي آخر الحديث بعد سماع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصف أزواج النساء قال: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع».

وفي الحديث حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس، والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى الإثم، وفيه المزاح أحيانًا، وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله، وإعلامه بمحبته لهم، وحاله معهم، وتذكيرهم بذلك، لا سيما عند وجود ما يغلب عليهن من كفران العشير، وجحود الإحسان (٣).

٦ - صبره -صلى الله عليه وسلم- على نسائه، ومداراته لهن:

أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التيمم (٤)، ومسلم في صحيحه في كتاب الطهارة، باب: التيمم (٥) من حديث عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) حديث طويل حدثته عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن إحدى عشرة امرأة تعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا. وانظر شرحه مستوفي في: شرح النووي (١٥/ ٢١٢)، الفتح (٩/ ٣٢٣)، عمدة القارئ (٢٠/ ١٧٠)، إرشاد الساري (١١/ ٤٦٦).
(٢) (٥/ ١٩٨٨) ٤٨٩٣.
(٣) ينظر: أعلام الحديث (٣/ ٢٠٠)، شرح ابن بطال (٧/ ٢٩٨)، إكمال المعلم (٧/ ٤٧٠)، الفتح (٩/ ٣٤٤).
(٤) (١/ ١٢٧) ٣٢٧.
(٥) (١/ ٢٧٩) ٣٦٧.

<<  <   >  >>