للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيوتهن لكسب الرزق رويدًا رويدًا» (١).

فالمرأة الأوروبية -في السابق- لم تخرج طائعة مختارة، وإنما خرجت مكرهة محبرة؛ سدًا للرمق، بعد أن قام النظام الرأسمالي بتحطيم الأسرة، وأخذ الرجل إلى أتون المصانع، وأقبية المناجم، فاضطرت المسكينة للخروج بحثا عن لقمة العيش، تقول إحدى الغربيات:

«إن المرأة في الغرب تجد نفسها مجبرة على العمل خارج البيت، لتحقق ما يطلبه منها المجتمع» (٢).

ويمكن تلخيص أسباب خروج المرأة الغربية للعمل فيما يأتي:

١ - الأب في الغرب غير مكلف بالإنفاق على ابنته إذا بلغت الثامنة عشرة من عمرها، لذا فهو يجبرها أن تجد لها عملًا إذا بلغت هذا السن، ثم إن كثيرًا من الآباء يكلف الفتاة دفع أجرة الغرفة التي تسكنها في بيت أبيها.

٢ - البخل والأنانية المسيطرة على الرجل، إذ إنه لا يقبل أن ينفق على من لا يعمل؛ لأنه لا يرى تربية الأولاد أمرًا مهمًا، ومهمة شاقة. ولا غرو فإنه مجتمع لا ديني.

٣ - إشباع شهوات الرجل وغرائزه على حساب حاجة المرأة المادية، فهم يريدون المرأة في كل مكان؛ لتكون معهم ولهم، ويدل على ذلك تسخيرهم لها في شهواتهم الدنيئة من خلال الأفلام الداعرة، والصور العارية …

٤ - بحث المرأة عن الحرية المزعومة من خلال الاستقلال الاقتصادي الذي


(١) الحجاب لأبي الأعلى المودودي: (٦٨).
(٢) واسمها (كريستيان ساينس) صحيفة المدينة، العدد (٤٩٧٨) تاريخ ١٤/ ١٠/ ١٤٠٠ هـ.

<<  <   >  >>