يكرسن أنفسهن للأمومة، ورعاية البيت باعتبارهن عاملات منتجات، وندفع لهن أجورًا ورواتب، مقابل هذه الرعاية، وحين نعتبر عملهن في البيت إسهامًا جليلًا في زيادة الدخل القومي».
كما جاء في التقرير:«والمشكلة هنا إذا اعتبرت الأم عاملة، وتؤدي عملًا جليلًا، فمن يا ترى صاحب العمل المكلف بأن يدفع لها أجرًا؟ ربما قد يكون الجواب: إن الزوج هو المكلف بالدفع؛ لأن عمل زوجته في البيت يسهم في راحته، وزيادة إنتاجه خارج البيت، وإذا لم يكن لربة البيت زوج، فكانت أمًا لأيتام -مثلًا- فمن الذي يدفع لها، لقاء رعايتها أطفالها وبيتها؟ الجواب: طالما أن عملهن يفيد المجتمع عامة فمن الواجب أن يدفع لهن من دخل الأمة»(١).
٢ - إن دعامة الأسرة هي المرأة، وهذه الدعامة تتمثل في وظيفة المرأة الأساسية ألا وهي العناية بالأسرة من رعاية الأبناء، وتنشئتهم النشأة الصالحة دينيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا حتى ينشأوا أسوياء، ولا يمكن أن يقوم بهذا الدور إلا الأم.
ومن الواضح أن عمل الأنثى الأول الذي لا يصلح له غيرها هو النسل، وحفظ النوع؛ لأن تركيب الذكر ان العضوي لا يسمح لهم بحمل الجنين ولا إرضاعه، ومن الثابت أن إرهاق المرأة بالعمل يترك أثرا في مزاجها وفي أعصابها، ومن الثابت أيضًا أن ذلك الأثر ينتقل إلى جنينها في حالة الحمل، كما ينتقل إلى طفلها في حالة الرضاعة … ويقول مجموعة من أساتذة طب النساء والولادة في كتاب «الحمل والولادة»: «تحتاج الحامل إلى عناية شديدة من المحيطين بها في هذه الفترة بالذات، إذ تكون أكثر حساسية من أي فترة مضت، سريعة التأثر والانفعال، والميل
(١) نقلًا عن كتاب الأمومة في الإسلام لمها الأبرش (٢/ ٩٣٤ - ٩٣٦).