للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الهموم والحزن لأتفه الأسباب .. وذلك بسبب التغير الفسيولوجي في كل أجزاء الجسم … لذا يجب أن تحاط بجو من الحنان والبعد عن الأسباب التي تؤدي إلى تأثرها وانفعالها، وخاصة من ناحية الزوج أو الذين يعيشون ويتعاملون معها» (١).

وقل لي بالله هل يمكن أن تحاط بجو من الحنان في المصنع أو المتجر أو في المكتب … وصاحب العمل لا تهمه حالتها الفسيولوجية، ولا يعرف حاجتها البيولوجية إلى الحنان والراحة … إنه يعرف فقط أن عليها أن تؤدي عملا تأخذ مقابله راتبا مهما كانت ظروفها.

ثم إن المرأة بحاجة إلى أن توفر لها الفرصة الكاملة لملازمة طفلها ملازمة كاملة تسمح بأن يصنع على عينها جسمًا وعقلًا وخلقًا، لكي تغرس فيه العادات الفاضلة، وتجنبه ما قد يعرض له، أو يطرأ عليه من عادات قبيحة.

كما أن اعتماد المرأة العاملة على الخدم، وعلى دور الحضانة في رعاية وليدها لا يؤدي إلى اكتمال تنشئته، لأن الإخلاص له، والحرص على ابتغاء الكمال من كل وجه لا يتوافر في أحد توافره في الأم، فإن من وراء إخلاصها وحرصها غريزة الأمومة. وهذا الجيل الغربي من التائهين الضائعين … محطمي الأعصاب … مبلبلي الأفكار … قلقي النفوس، وهذه النسبة الآخذة -حسب إحصاء الغربيين أنفسهم- للانحراف والشذوذ بكل ضروبه وأنواعه، وكل هذه الظواهر والآثار، هي من آثار التجربة التي خاضها الغرب في المرأة؛ لأن هؤلاء جميعا هم أبناء العاملات والموظفات، والذين عانوا من إرهاق أمهاتهم وهم في بطونهن، ثم تعرضوا لإهمالهن بعد


(١) نقلًا عن كتاب «عمل المرأة في الميزان» للدكتور محمد البار (٩١).
وانظر: في الاختلافات بين المرأة والرجل من حيث الخلقْة، واختصاص كل بما يناسبه: قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية (٢٥٤ - ٢٦٧)، الرجل والمرأة في الإسلام للطبيب محمد وصفي (٢٥ - ٢٨).

<<  <   >  >>