للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا أبعدنا عن أسلوب المهاترات، والدعاوى وكان بحثنا موضوعيًّا، لنقرأ لغة الأرقام التي تعكس الجدوى الاقتصادية لعمل المرأة:

أثبتت دراسة ميدانية للدكتور/ حسين شحاته -أستاذ المحاسبة بكلية التجارة جامعة الأزهر- أن المرأة العاملة خارج بيتها تنفق من دخلها ٤٠% على المظهر والمواصلات، أما تلك التي تعمل في بيتها فهي توفر من تكلفة الطعام والشراب ما لا يقل عن ٣٠%، وخلصت الدراسة إلى أن المرأة التي تمكث في البيت توفر ما لا يقل عن ٧٠% من الدخل الذي كان بالإمكان أن تحصل عليه، بل يمكنها أن تحقق دخلًا أكثر مما تحققه الموظفة؛ إذ تستطيع أن تحول بيتها إلى ورشة إنتاجية، بأن تصنع في وقت فراغها ما يحتاج إليه بيتها ومجتمعها (١).

ومما يؤكد ذلك ما قالته السويسرية (بيناو لاديف) بعد تركها للعمل: «فلو حسبت أجر المربية، والمعلمين الخصوصين، ونفقاتي الخاصة، لو أني واصلت العمل، ولم أتفرغ للأسرة، لوجدنا أكثر مما أتقاضاه في الوظيفة» (٢).

ثم إن المرأة يمكن أن تعمل في بيتها أعمالًا تدر عليها ربحًا ماديًّا دون أن تضطر للعمل خارج المنزل؛ حيث إن العمل خارج المنزل ليس الطريق الوحيد للكسب المادي.

ففي أمريكا -مثلا- ١١. ٨ مليون يعملون في المنزل دوامًا كاملًا، ويحققون من خلال عملهم هذا كامل دخولهم، بينما يحقق ٢٦. ٦ مليون أمريكي دخولًا إضافية من أعمال يمارسونها في منازلهم، أي أن أكثر من ٣٨ مليون أمريكي


(١) عمل المرأة، لسالم السالم (٧٢).
(٢) المرجع السابق، وانظر: وظيفة المرأة المسلمة في عالم اليوم، لخولة عبد اللطيف (٧٥).

<<  <   >  >>