للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: «إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل، مهما نشأ عنه من الثروة، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية، ويسلب الزوجة من زوجها، والأولاد من أقاربهم، وصار لا نتيجة له إلا تسقيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقة هي القيام بالواجبات المنزلية من ترتيب مسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام باحتياجاتها البيتية.

لكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات، بحيث أصبحت المنازل غير المنازل، وأضحت المواليد تشب على عدم التربية، وتلقى في زوايا الإهمال، وانطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والمحبة اللطيفة، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وصارت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري، والتواد الزوجي، والأخلاق التي عليها مدار حفظ الفضيلة» (١).

٣ - إن البطالة الحقيقية تتمثل في خروج المرأة للعمل، وبقاء الرجال عاطلين بلا عمل، مع أن الرجل ملزم بالنفقة على المرأة في شرع الإسلام (٢)، ففي كل بلد يوجد الآلاف من الشباب الذين لا يجدون عملًا، ومع هذا تقام حملات إعلانية ضخمة تتحدث عن نصف الأمة المشلول … ونصف الأمة المسجون … ونصف الأمة المعطل؟!.

٤ - يؤكد المناصرون لخروج المرأة دعاواهم على الجدوى الاقتصادية الخروج المرأة من بيتها، ومساهمتها كما يزعمون في رفع إنتاجية الوطن، ويكثرون من السخرية، والتشنيع بالمجتمعات الرجعية كما يسموها حيث تبقى المرأة حبيسة بيتها.


(١) دائرة المعارف، لفريد وجدي.
(٢) ينظر مبحث النفقات ص (٦٢٣) فما بعدها.

<<  <   >  >>