للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا أمر يطلبه الشارع … واعلم أن هذا الجمع بين الحمار والجلباب من المرأة إذا خرجت قد أخلّ به جماهير النساء المسلمات، فإن الواقع منهن إما الجلباب وحده على رؤوسهن أو الخمار، وقد يكون غير سابغ في بعضهن؛ كالذي يسمى اليوم بـ (الإيشارب) بحيث ينكشف منهن ما حرّم الله عليهن أن يظهر من زينة باطنة … أفما آن للنساء الصالحات حيثما كن أن ينتبهن من غفلتهن، ويتقين الله في أنفسهن، ويضعن الجلابيب على خمرهن» (١).

٢ - ألا يكون زينة في نفسه؛ لقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} (٢) فإنه بعمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة تلفت أنظار الرجال إليها، ويشهد لذلك قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (٣).

قال في فتح البيان (٤): «والتبرج أن تبدي المرأة من زينتها، ومحاسنها وما يجب عليها ستره مما تستدعي به شهوة الرجال» والمقصود من الأمر بالجلباب إنما هو ستر زينة المرأة، فلا يعقل حينئذ أن يكون الجلباب نفسه زينة، وهذا كما ترى بيّن لا يخفى.

ولقد بالغ الإسلام في التحذير من التبرج إلى درجة أنه قرنه بالشرك، والزين، والسرقة، وغيرها من المحرمات، وذلك حين بايع النبي النساء -صلى الله عليه وسلم- على ألّا يفعلن ذلك، فقال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-: «جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبايعه على الإسلام، فقال: «أبايعك على ألّا تشركي بالله شيئًا، ولا تسرقي،


(١) جلباب المرأة المسلمة (٨٥ - ٨٦).
(٢) النور: (٣١).
(٣) الأحزاب: (٣٣).
(٤) (٧/ ٢٧٤).

<<  <   >  >>