للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب الله لكان لي ولها شأن».

وأخرجه مسلم (١) من طريق محمد بن سيرين عن أنس بن مالك بنحوه.

• وحديث عويمر العجلاني: أخرجه البخاري (٢)، ومسلم (٣) من طريق سهل بن سعد أخبره أن عويمرًا العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري، فقال له: يا عاصم أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فسأل عاصم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فكره رسول الله المسائل وعابها، حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رجع عاصم إلى أهله، جاءه عويمر، فقال: يا عاصم، ماذا قال لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال عاصم لعويمر: لم تأتني بخير، قد كره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسألة التي سألته عنها. فقال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأله عنها، فأقبل عويمر حتى جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسط الناس. فقال: يا رسول الله أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قد أُنْزِل فيك وفي صاحبتك، فاذهب فأت بما» قال سهل: فتلاعنا، وأنا مع الناس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما فرغا من تلاعنهما. قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها، فطلقها ثلاثًا قبل أن يأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. واللفظ للبخاري.

واختلف الأئمة في هذا الموضع، فمنهم من رجح أنها نزلت في شأن عويمر، ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال، ومنهم من جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر -أيضًا- فنزلت في شأنهما معًا في وقت واحد،


(١) في صحيحه كتاب اللعان (٢/ ١١٣٤) ١٤٩٦.
(٢) في صحيحه كتاب الطلاق، باب: اللعان ومن طلق بعد اللعان (٥/ ٢٠٣٣) ٥٠٠٢.
(٣) في صحيحه كتاب اللعان (٢/ ١١٢٩) ١٤٩٢.

<<  <   >  >>