للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النساء، وبيان كيفية القيام عليهن بحسب اختلاف أحوالهن، وقسمهن إلى:

١ - {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}. وتأمل أوصاف المرأة الصالحة {قَانِتَاتٌ} قال الطبري: يعني مطيعات الله ولأزواجهن (١)، ويقول شيخ الإسلام: هي المداومة على طاعة زوجها (٢).

فالمرأة الصالحة هي المطيعة لزوجها، المداومة على ذلك من غير انقطاع، ولا يكون ذلك إلا إذا أطاعته امتثالًا لأمر الله عز وجل، واختار سبحانه لفظ «قانتات» ولم يقل «طائعات» لأن مدلول اللفظ الأول نفسي شامل، وظلاله رخية ندية، وهو الذي يليق بالسكن والستر والصيانة بين شطري النفس الواحدة، ويتناسب مع طبيعة المؤمنة الصالحة الملازمة لكل خير بحكم إيمانا وصلاحها (٣).

دل على ذلك {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} والألف واللام في الجمع يفيد الاستغراق فهذا يقتضي أن كل امرأة صالحة فهي ولا بد أن تكون قانتة مطيعة (٤).

{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} أي حافظة لنفسها وبيتها، ومال زوجها، وسره، ولا شك أن المعنى يعم جميع ما ذكر، وهذا وجه من أوجه الإعجاز القرآني اللغوي إذ يعطي اللفظ القليل المعاني الكثيرة، فترتسم بذلك أبعاد الصورة التي يفهمها الإنسان وهو يتلو كتاب ربه عز وجل، ومن اللطائف أن عبر بلفظ (الغيب) ولهذا مقاصده ودلالاته، فالمرأة الصالحة تحفظ أمر نفسها وزوجها


(١) تفسير الطبري (٥/ ٥٧).
(٢) مجموع الفتاوى (٣٢/ ٢٧٥).
(٣) ينظر: في ظلال القرآن (٢/ ٦٤٧).
(٤) ينظر: التفسير الكبير للرازي (١٠/ ٧٢).

<<  <   >  >>