للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله إني قد زنيت، فطهرني. وإنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لِمَّ تردي؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزًا، فو الله إني لحبلى. قال: «أما لا فاذهبي حتى تلدي» فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته. قال: «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه» فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا نبي الله قد فطمته، وقد أكل الطعام. فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها، فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضح الدم على وجه خالد، فسبها، فسمع نبي الله -صلى الله عليه وسلم- سبه إيّاها. فقال: «مهلًا يا خالد فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تاها صاحب مكس لغُفِر له» ثم أمر بها، فصلى عليها، ودفنت.

وفي الحديث رجم ماعز والغامدية.

٣ - ما أخرجه البخاري (١)، ومسلم (٢) من طريق نافع، عن عبد الله بن عمر أنه قال: إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له أن رجلًا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تجدون في التوراة في شأن الرجم» قالوا: نفضحهم ويجلدون. قال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها. فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا فيها آية الرجم. قالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرُجما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة.


(١) في صحيحه كتاب الحدود، باب: أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام (٦/ ٢٥٠٩) ٦٤٤٩.
(٢) في صحيحه كتاب الحدود، باب: رجم اليهود أهل الذمة في الزنى (٣/ ١٣٢٦) ١٦٩٩.

<<  <   >  >>