للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل أُمِر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات يقول تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (١).

• وتأتي الأحاديث المنبثقة من مشكاة النبوة لتؤكد أحقية المرأة الصالحة بالانضمام لزمر أهل الجنة، وتحذر المرأة الفاسقة المنحرفة من دخول النار، أعاذني الله وإيّاكم منها.

تأمل -رحمك الله- ما أخرج البخاري (٢)، ومسلم (٣) من حديث أبي هريرة قال: أتي جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني، وبشرها بيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» واللفظ لمسلم.

وتأمل -رحمك الله- في الحديث تقف على بشائر لأم المؤمنين خديجة إحدى نساء الدنيا -رضي الله عنها-:

البشارة الأولى: «فاقرأ عليها السلام من ربها ومني» سلام الله وجبريل على خديجة يبين ما تبوأته المرأة المسلمة المضحية في شريعة الإسلام.

البشارة الثانية: «بيت في الجنة» وتكلم شرّاح الحديث في مناسبة التعبير بـ «بيت» دون القصر، فقال السهيلي: لذكر البيت معنى لطيف؛ لأنها كانت ربة بيت قبل المبعث، ثم صارت ربة بيت في الإسلام منفردة به، فلم يكن على وجه الأرض


(١) محمد: ١٩.
(٢) في صحيحه في كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} الفتح: ١٥ (٦/ ٢٧٢٣) ٧٠٥٤.
(٣) في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب: فضائل خديجة أم المؤمنين (٤/ ١٨٨٦) ٢٤٣٢.

<<  <   >  >>