للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أول يوم بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بيت إسلام إلا بيتها، وهي فضيلة ما شاركها فيها أيضًا غيرها، وجزاء الفعل يذكر غالبًا بلفظه، وإن كان أشرف منه؛ فلهذا جاء في الحديث بلفظ «البيت» دون القصر (١).

وأبدى الحافظ لطيفة مفيدة فقال: «وفي ذكر البيت معنى آخر؛ لأن مرجع أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها؛ لما ثبت في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} (٢) قالت أم سلمة: لما نزلت دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة، وعليًّا، والحسن والحسين فجللهم بكساء فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي» الحديث أخرجه الترمذي (٣) وغيره، ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة؛ لأن الحسنين من فاطمة، وفاطمة بنتها، وعليّ نشأ في بيت خديجة وهو صغير، ثم تزوج بنتها بعدها، فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها» (٤).

البشارة الثالثة: «من قصب» -بفتح القاف والمهملة- لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، والقصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف (٥).

والمناسبة في قوله «من قصب» ولم يقل «من لؤلؤ» لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتهما إلى الإيمان دون غيرها. قاله السهيلي (٦).


(١) ينظر: الروض الأنف (١/ ٤١٦) بتصرف.
(٢) الأحزاب: ٣٣.
(٣) (٥/ ٦٦٣) ٣٧٨٧.
(٤) الفتح (٧/ ١٣٨).
(٥) ينظر: غريب الحديث، للخطابي (١/ ٤٩٥)، مشارق الأنوار (٢/ ١٨٧)، النهاية (٤/ ٦٧) مادة (ق ص ب).
(٦) ينظر: الروض الأنف (١/ ٤١٦) بتصرف.

<<  <   >  >>