للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحافظ: «وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أنابيبه، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها، إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها» (١).

البشارة الرابعة: «لا صخب فيه، ولا نصب» الصخب -بفتح المهملة، والمعجمة، بعدها موحدة- الصياح والمنازعة برفع الصوت (٢). والنصب -بفتح النون والمهملة-، بعدها موحدة: التعب والإعياء (٣).

قال السهيلي: مناسبة نفي هاتين الصفتين أعني المنازعة والتعب، أنه -صلى الله عليه وسلم- لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعًا، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها (٤).

فهل بعد هذه البشارة لهذه المرأة العظيمة من بشارة.

• بل إن لنساء أهل الجنة سيدة من نساء الدنيا وهي فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أخرج البخاري (٥)، ومسلم (٦) من حديث عائشة الطويل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لفاطمة في مرض موته: «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة - أو نساء المؤمنين» واللفظ للبخاري.


(١) الفتح (٧/ ١٣٨).
(٢) ينظر: مشارق الأنوار (٢/ ٤٠)، النهاية (٣/ ١٤) مادة (ص خ ب).
(٣) ينظر: مشارق الأنوار (٢/ ١٤)، النهاية (٥/ ٦١) مادة (ن ص ب).
(٤) ينظر: الروض الأنف (١/ ٤١٧).
(٥) في صحيحه كتاب المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام (٣/ ١٣٢٦) ٣٤٢٦.
(٦) في صحيحه كتاب الفضائل، باب: فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام (٤/ ١٠٩٢) ٢٤٥٠.

<<  <   >  >>