محمود بن محمد بن عبد الحميد الشهير بالحميدي الدمشقي الصالحي الشيخ الإمام العالم العامل المسند المحدث الفقيه المفنن الكامل أبو الثناء نور الدين المتبحر في العلوم الجامع بين المنطوق والمفهوم الحجة العمدة قاضي القضاة سبط شيخ الحنابلة الشرف موسى الحجاوي صاحب الإقناع ترجمه شيخ الإسلام النجم الغزي في ذيل الكواكب فقال سافر إلى مصر لطلب العلم والتجارة فأكرم مثواه خاله العلامة الشيخ يحيى الحجاوي واشتغل عنده في العلوم وقرأ عليه وعلى غيره وكان بارعًا فيها ثم رجع إلى دمشق فلازم الشيخ شمس الدين بن المنقار وانتسب إليه فسعى له في نيابة القضاء فولي بالصالحية ثم بالكبرى ثم بالباب بعد وفاة القاضي شمس الدين الرجيحي وتقدم على النواب لسنه وتصرفه مع استحضاره لمسائل القضاء حتى كان يأخذ على غيره من النواب في المذاهب الأخرى.
قال المؤلف الغزي وأخبرنا شيخ الإسلام والدي السيد محمد شريف عن شيخ الإسلام والده الشمس محمد الغزي عن العلامة السيد إبراهيم عن والده محدث دمشق السيد محمد بن حمزة عن خاتمة المحدثين بدمشق بدر الدين محمد البلباني تلميذ صاحب الترجمة أنه أخذ الحديث عن شيخ الإسلام ملحق الأحفاد بالأجداد جدنا البدر الغزي وعرض عليه المقنع وألفية ابن مالك من حفظه -
وترجمه العلامة السيد محمد أمين المحبي قال ولما مات القاضي شمس الدين سبط الرجيحي نقل إلى مكانه بمحكمة الباب فتغيرت أطواره وتناول وتوسع في الدنيا وأنشأ عقارات وعظم أمره وحصل له محنة أيام الحافظ أحمد باشا فأخذ منه مبلغًا له صورة ثم جرت له محنة أخرى في نيابة جركس محمد باشا وأخذ منه مالا أيضًا غير أنه تلافي خاطره ووقع في آخر الأمر منافرة بينه وبين القاضي يوسف بن كريم الدين ثم مرض وطال مرضه من القهر ولما علم أنه لم يبق له رجوى بذل مالا لقاضي القضاة بدمشق المولى عبد الله بن محمود العباسي على أن يولي نيابة الباب لولده القاضي محمد فولاه يوما واحدًا ثم سعى الكريمي عند القاضي بأن يولي نيابة الباب للقاضي عبد اللطيف ابن الشيخ أحمد