الجواب وكان مع ذلك كامل الدين غزير العقل جميل السيرة مرضي الفعل محمود الطريقة قرأ عليه الفقه جماعة من أئمة المذهب منهم الشيخ عبد القادر الجيلي وكان الكيا الهرايسي إذا رأى الشيخ أبا الخطاب مقبلًا قال جاء الفقه وكان فقيهًا عظيمًا كثير الفقه وله مسائل انفرد بها عن الأصحاب توفى يوم الأربعاء ثالث جمادي الآخرة سنة عشر وخمسمائة وترك يوم الخميس ودفن يوم الجمعة في جمع عظيم وحشد كبير ودفن قريبًا من قبر الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
- يقول المختصر محمد جميل الشطي قد وفقت ولله الحمد فطبعت القصيدة الدالية المنوه عنها في دمشق سنة ٣٢٦ برسالة لطيفة وهي عبارة عن ٤٣ بيتًا.
* أبو الوفاء بن عقيل
علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن أحمد البغدادي الظفري المقري الفقيه الأصولي الواعظ المتكلم أبو الوفاء أحد الأعلام وشيخ الإسلام ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وأخذ عن مشايخ كثيرين وكان له الخاطر العاطر والفهم الثاقب والفطنة البغدادية والبحث عن الغوامض والدقائق والتبريز في المناظرة على الأقران والتصانيف الكبار ومن طالع أو قرأ شيئًا من خواطره وواقعاته في كتابه المسمى بالفنون وهو مائتا مجلد عرف مقدار الرجل وكان رحمه الله عظيم الحرمة وافر الجلالة عند الخلفاء والملوك وكان شهمًا مقدامًا على الأكابر بالإنكار بلفظه وخطه ولما توفي الخليفة المستظهر غسله ابن عقيل مع البستي قال ابن عقيل ولما تولى المسترشد تلقاني ثلاثة من المستخدمين يقول كل واحد منهم قد طلبك مولانا أمير المؤمنين ثلاث مرات فلما صرت بالحضرة قال لي قاضي القضاة وهو قائم بين يديه طلبك مولانا أمير المؤمنين ثلاث مرات فقلت ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ثم مددت يدي فبسط يده الشريفة فصافحته بعد السلام وبايعته فقلت أبايع سيدنا ومولانا أمير المؤمنين المسترشد بالله على كتاب الله وسنة رسوله وسنة الخلفاء الراشدين ما أطاق واستطاع وله الطاعة مني وكان ابن عقيل رحمه الله من أفاضل العالم وأذكياء بني آدم مفرط الذكاء متسع الدائرة في العلوم وكان خبيرًا بالكلام ذكر ابن الجوزي وغيره عنه أنه قال أنا أقطع بأن الصحابة