وقرأ على الشيخ عثمان القطان والشيخ سعودي الغزي والشيخ منصور الفرضي والشيخ محمد الكتبي والشيخ إبراهيم الفنال ومحمد بن أحمد العمري بن عبد الهادي والشيخ أحمد النخلي وغيرهم من الأجلاء الذين يجمعهم ثبته وكان يرزق من عمل يده في تجليد الكتب ومن ملك له في قرية دوما وبارك الله له في رزقه فحج أربع مرات وكان يلازم الدرس لإقراء العلوم بالجامع الأموي بكرة النهار وبعد وفاة شيخه أبي المواهب بين العشائين بالجامع الأموي أيضًا وأخذ عنه خلق لا يحصون وانتفعوا به وكان دينا صالحا عابدًا خاشعًا ناسكًا مصون اللسان منورًا بشوش الوجه تعتقده الخاصة والعامة ويتبركون به ويكتب التمائم للمرضى والمصابين فينفعهم الله بذلك ولا يخالط الحكام ولا يدخل عليهم وصنف شرحًا على دليل الطالب (مطبوع معروف) وكانت وفاته ليلة الثلاثاء الثامن عشر من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين ومائة وألف ودفن تحت رجلي والده بمقبرة مرج الدحداح رحمه الله تعالى وأعاد علينا من بركاته انتهى منه.
* الشيخ محمد المواهبي
محمد بن عبد الجليل بن أبي المواهب بن عبد الباقي البعلي الأصل الدمشقي المعروف بالمواهبي تقدم ذكر والده وجده (وأبي جده) وكان هذا عالمًا فاضلًا بارعًا مفتي الحنابلة بدمشق بعد جده أبي المواهب ولد في سنة إحدى ومائة وألف ونشأ في كنف والده وجده وأخذ الفقه والحديث والفرائض عنهما وقرأ في علوم العربية كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع عَلَى والده وقرأ في الفرائض على تلميذ جده الشيخ عبد القادر التغلبي وأجاز له الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ إلياس الكردي نزيل دمشق وغيرهما وبرع وفضل وصارت فيه البركة التامة وجلس للتدريس بالجامع الأموي وقرأ عليه جماعة من الحنابلة وغيرهم وانتفعوا به وكان دينا متواضعا مواظبًا على حضور الجماعات والسعي إلى أماكن القربات وكانت وفاته في أوائل ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة سلفه بمرج الدحداج رحمه الله تعالى - انتهى منه قدس الله روحه.