الشيخ الإِمام العالم العامل العلامة الزاهد القدوة البركة الحافظ العمدة الثقة الحجة زين الملة والشريعة والدنيا والدين شيخ الإِسلام واحد الأعلام واعظ المسلمين مفيد المحدثين جمال المصنفين أبو الفرج زين الدين ابن الشيخ الإِمام المقري المحدث شهاب الدين قدم مع والده من بغداد إلى دمشق صغيرًا سنة أربع وأربعين وسبعمائة فسمع وحدث عن جماعة وكان أحد الأئمة الحفاظ والعلماء الزهاد اجتمعت الفرق عليه ومالت القلوب إليه وصنف المصنفات العظمى منها شرح جامع الترمذي وشرح أربعين النووي وفتح الباري في شرح البخاري وصل فيه إلى الجنائز وتراجم أصحاب المذهب ذيل بها على من تقدمه وله غير ذلك درس بالحنبلية وكان لا يعرف شيئًا من أمور الناس ولا يتردد إلى أحد وكان يسكن بالمدرسة السكرية بالقصاعين وتوفي ليلة الاثنين رابع رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة ودفن بتربة الباب الصغير ووالده وجده ذكرهما هو في طبقاته رحمهم الله تعالى يقول المختصر: الذيل الذي وضعه صاحب الترجمة هو ذيل طبقات أبي يعلى وهو الآن موجود كما هي موجودة في مكتبة الملك الظاهر بدمشق يسر الله نشرهما أو نشر جامعهما العليمي آمين.
* قاضي القضاة تقي الدين بن مفلح
إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الشيخ الإِمام العلامة قاضي القضاة تقي الدين ويقال برهان الدين ابن قاضي القضاة شمس الدين المتقدمة ترجمته وهو ولد الصدر أبي بكر والنظام عمر ولد سنة ٧٥١ وحفظ القرآن وكتبًا كثيرة وأخذ عن أبيه والجمال المرداوي وأبي البقاء وغيرهم وسمع من أبي محمد بن القيم والصلاح بن أبي عمر والعرضي ورحل إلى مصر فسمع بها من القلانسي والخلاصي والفارقي ونحوهم وتكلم على الناس فأجاد ودرس فأفاد وولي قضاء الحنابلة بدمشق فحمدت سيرته وكان فاضلًا بارعًا إمامًا فقيهًا تقيًا دينًا أفتى ودرس وجمع وشاع اسمه واشتهر ذكره ولما طرف الشام تيمورلنك كان ممن تأخر بدمشق فخرج إليه وسعى في الصلح وكثر تردده إليه رجاء الدفع عن المسلمين ثم رجع إلى دمشق ومعه أهالي دمشق