بعبد خيرًا فتح عليه باب العمل وأغلق عنه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العمل وقال معروف بلغني أن من لعن إمامًا حرم عدله وقال معروف من صلى ست ركعات بعد المغرب غفر له ذنوب أربعين سنة وقال صدقة المقابري رأيت معروفًا في النوم وكأن أهل القبور جلوس وهو يختلف بينهم بالزيحان فقلت يا أبا محفوظ اليس قدمت فقال:
موت التقي حياة لا نفاد لها … قد مات قوم وهم في الناس أحياء
ومات معروف سنة مائتين رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين.
* الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السايب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي يجتمع مع النبي عليه السلام في عبد مناف. أبو عبد الله الشافعي الإِمام الأعظم والحبر المكرم أحد الأئمة المجتهدين الأعلام إمام أهل السنة ركن الإسلام لقي جد شافع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع وكان أبوه السايب صاحب راية بني هاشم يوم بدر فأسر وفدى نفسه ثم أسلم فقيل له لم لم تسلم قبل أن تفدي نفسك فقال ما كنت لأحرم المؤمنين طمعًا لهم في ولد الشافعي بغزة من الشام على الأصع سنة خمسين ومائة سنة وفاة الإِمام أبي حنيفة وقيل في اليوم الذي مات فيه ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبالمدينة وقدم بغداد مرتين وخرج إلى مصر فنزلها وكان وصوله إليها سنة تسع وتسعين ومائة ولم يزل بها إلى وفاته سمع مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة واجتمع مع إمامنا وسمع منه وذاكره ونقل عنه وحاضره ذكره الأئمة الحفاظ منهم أبو حاتم الرازي وقال تعلم الإِمام الشافعي أشياء من معرفة الحديث من أحمد بن حنبل وقال إسحاق بن حنبل كان الشافعي يأتي أبا عبد الله عندنا عامة النهار يتذاكران الفقه وما أخرج الشافعي في كتبه حدثني بعض أصحابنا عن إسماعيل وأبي معاوية والعراقيين فهو عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل وقال فضل بن زياد عن أحمد أنه جالس الشافعي بمكة