والقول في الصفات يا أخواتي … كالذات والعلم مع البيان
امرارها من غير ما نكران … من غير تشبيه ولا عدوان
مرض الشيخ أبو عمر أيامًا فلما كان عشية الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وستمائة جمع أهله واستقبل القبلة وأوصاهم بتقوى الله ومراقبته وأمرهم بقراءة ياسين وكان آخر كلامه أن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون توفي رحمه الله وغسل في السحر ولم يتخلف عن جنازته أحد من القضاة والعلماء والأمراء والأعيان وعامة الخلق وكان يومًا مشهودًا ومات عن ثمانين سنة ولم يخلف دينارًا ولا درهمًا ولما مات رأى بعض الصالحين في منامه تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول من زار أبا عمر ليلة الجمعة فكأنما رأى الكعبة فاخلعوا نعالكم قبل أن تصلوا إليه وحزر من حضر جنازته بعشرين ألفًا ورثاه الأديب أبو عبد الله محمد بن سعد المقدسي بقصيدة منها:
أبعد أن فقدت عيني أبا عمر … يضمني في بقايا العمر عمرانُ
ما للمساجد منه اليوم مقفرة … كأنها بعد ذاك الجمع قبعان
وكان والده الشيخ أبو العباس أحمد خطيب جماعيل رجلًا صالحًا زاهدًا عابدًا صاحب كرامات وأحوال حدث وروى عنه ولده أبو عمر والموفق ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ودفن بسفح قاسيون وإلى جانبه دفن ولده أبو عمر رحمهما الله تعالى.
* أبو البقاء العكبري
عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري ثم البغدادي الأزجي المقري الفقيه المفسر الفرضي اللغوي النحوي الضرير محب الدين أبو البقاء ولد ببغداد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وقرأ القرآن وسمع الحديث من جماعة وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى الصغير وأبي حكيم النهرواني حتى برع فيه وأخذ النحو عن أبي محمد بن الخشاب وأبي البركات بن نجاح واللغة عن ابن القصاب وبرع في فنون