بدمشق وصلى عليه من الغد وحمل إلى سفح قاسيون فدفن به وكان له جمع عظيم وكان له أولاد ماتوا كلهم في حياته وانقطع عقبه رحمه الله تعالى ومما رثي الشيخ به قصيدة أولها:
لم يبق لي بعد الموفق رغبة … في العيش إن العيش سم منقع
صدر الزمان وعيه وطرازه … ركن الأنام الزاهد المتورع
بحر العلوم أبو الفضائل كلها … شمل الشريعة بعده لا يجمع
* الشيخ فخر الدين بن تيمية
محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحرافي الفقيه المفسر الخطيب الواعظ فخر الدين أبو عبد الله شيخ حران وخطيبها ولد في آخر شعبان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بحران وكان والده زاهدًا يعد من الابدال قرأ القرآن واشتغل بالعلم من صغره ورحل إلى بغداد وسمع بها من جماعة وتفقه ببغداد على ابن المنى وغيره وبحران على أحمد بن أبي الوفا وغيره ولازم ابن الجوزي ببغداد وسمع منه كثيرًا وقرأ كتابه زاد المسير في التفسير وبرع في الفقه والتفسير وغيرهما وعاد إلى حران فجد في الاشتغال، ثم درس ووعظ وصنف فسر القرآن الكريم في جامع حران خمس مرات آخرها سنة عشر وستمائة وأولها سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وكان رجلًا صالحًا يذكر له كرامات وخوارق وولي الخطابة والإِمامة بجامع حران والتدريس بالمدرسة النورية فيها وانتهت إليه رياسة حران وبنى مدرسة بها - وله تصانيف منها التفسير الكبير في مجلدات وهو تفسير حسن جدًا ومنها ثلاث مصنفات في المذهب على طريقة البسيط والوسيط والوجيز للغزالي وله ديوان خطب جمعية وهو مشهور ومصنفات في الوعظ والموضح في الفرائض وكانت بينه وبين الشيخ موفق الدين مراسلات وأخذ العلم عن الشيخ فخر الدين جماعة منهم ولده عبد الغني خطيب حران وابن أخيه مجد الدين وسمع منه خلق كثير وله شعر كثير حسن ومنه قوله.