خطوات ثم يرجع إلى الكرسي وكان يلبس لباس العلماء ويتطيلس ويركب البغلة وترفع الغاشية بين يديه وعطس يوم جمعة فشمته الناس حتى سمعت في الناس ضجة عظيمة يقولون يرحمك الله وكان الخليفة المستنجد بالله في مقصورة في الجامع فقال ما هذه الضجة فقيل له عطس الشيخ عبد القادر وكان يفتي على مذهب الشافعي وأحمد وأما كراماته وأخباره بالمغيبات فكثيرة جدًا وله كلام في الحقائق كثير أيضًا وللشيخ عبد القادر رحمه الله كلام حسن في التوحيد والصفات والقدر وله كتاب الغنية لطالبي طريق الحق وله كتاب فتوح الغيب وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيرًا وكان متمسكًا بالسنة مبالغًا في الرد على من خالفها وأخباره ومناقبه كثيرة وقد صنف فيها الناس المصنفات الكبار وأحواله في الزهد والعلم أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر. توفي رحمه الله ليلة السبت ثامن ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة بعد المغرب ودفن من وقته بمدرسته وبلغ تسعين سنة وصلى عليه ولده عبد الوهاب وقبره ظاهر بمدرسته ببغداد رحمه الله تعالى.
(يقول المختصر) روى المؤلف العليمي عن الشيخ بسنده إلى ابن كعب بن مالك عن أبيه قال فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا أراد سفرًا إلا يوم الخميس.
* الحافظ جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزي
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النظر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه القرشي التميمي البكري البغدادي المحدث الحافظ المفسر الفقيه الواعظ الأديب الإِمام القدوة أستاذ الأئمة حبر الأمة بحر العلوم سيد الحفاظ فارس المعاني والألفاظ فريد العصر فريع الدهر شيخ الإسلام قدوة الأنام علامة الزمان ترجمان القرآن قامع المبتدعين سلطان المتكلمين جمال الدين أبو الفرج المعروف بابن الجوزي ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة وتوفي والده سنة أربع عشرة