المزبور إلى حلب رجع المترجم صحبته إليها وبقى عَلَى أحسن سيرة وأطيب سريرة حتى توفي بحلب في شهر ربيع الأول سنة سبع ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
* الشيخ محمد أبو شعر وشعير
ذكره المؤلف في كتابه المورد الأنسي في ترجمة الشيخ عبد الغني النابلسي فقال هو محمد بن عبد الله بن محمد بن علي المعروف بأبي شعر وشعير النابلسي الأصل الدمشقي المولد والسكن والوفاة الشاغوري الشريف لأمه الفاضل الكامل الولي الصوفي المبارك التقي النقي الأوحد بحر العلوم والأذواق شيخا تقي الدين قدم والده من بلدة نابلس إلى دمشق وتوطنها وتزوج بوالدة المترجم وهي أخت شيخنا (أو شيخ شيوخنا) الشهاب أحمد البعلي ولد صاحب الترجمة بدمشق سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ونشأ بها في حجر والده المذكور وقرأ القرآن العظيم وطلب العلم وأخذ عن جماعة من العلماء منهم خاله الشهاب المذكور ثم أحضره والده بين يدي الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي واستجاز له منه فأجازه بما يجوز له وصافحه ثم سأله عن اسمه فقال له والده محمد فقال الأستاذ وأنا ألقبه بتقي الدين ثم أوصاه به وقال له احترس عليه فسيكون له شأن عظيم وقد صار لشيخنا المترجم أحوال عجيبة وأطوار غريبة؟ واعتقده العامة والخاصة حتى الوزراء والحكام يهدونه الهدايا الجليلة وينذرون له النذور لمآرب لهم فتقضى ويوفون بنذورهم ويقبلون شفاعاته ومن مؤلفاته كتاب عقيدة الغيب والصلوات المعروفة؟ وكانت وفاته عشية يوم الجمعة ثامن عشر شوال سنة سبع ومائتين وألف وصلي عليه بجامع سنان باشا ودفن بتربة الباب الصغير داخل بناء على جادة الطريق وقبره مشهور يزار ويتبرك به (يقول المختصر) أن الصلوات المنسوبة إلى صاحب الترجمة كلها ألفاظ سافلة رذيلة لا ندري كيف نأولها وعلى أي محمل نحملها مع اتفاق الجميع على اعتقاد ولايته وعلو قدره حتى أن العلامة المحدث الشيخ عبد الرحمن الكزبري ذكره في ثبته في عداد شيوخه وأثنى عليه كما أثنى عليه في هذه الترجمة المؤلف السيد كمال الدين الغزي مفتي