على فضله وسعة اطلاعه وكان تقيًا نقيًا مهيبًا حسن الهيئة ولم يزل مجاورًا مقبلا على شأنه حتى توفي بمكة المنوه بقدرها وكانت وفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله تعالى.
* الشيخ محمد بن عبيد القدومي
محمد بن عبيد القدومي النابلسي وتقدمت ترجمة أبيه وأخيه كتب إلينا عنه ولده المذكور قائلًا أنه ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف وهاجر في طلب العلم إلى دمشق الشام فأخذ عن تاج علمائها الأعلام الشيخ حسن الشطي عليه رحمة الكريم المعطي وكان صاحب الترجمة عالمًا فاضلًا شاعرًا ناثرًا فقيهًا عابدًا سريع الفهم له محاسن جمة ومدائح نبوية وله اليد الطولى في فن التاريخ ولا سيما في أخبار العرب والملوك الإسلامية وقد كف بصره في أواخر عمره وبقي في قريته كفر قدوم مقيما على النفع والطاعة مع حسن المحاضرة ولطف المسامرة لا يمل جليسه منه إلى أن توفي وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله.
* الشيخ يوسف البرقاوي
يوسف البرقاوي مولدًا وشهرة المصري موطنا ووفاة شيخ رواق الحنابلة في الجامع الأزهر بمصر الشيخ العلامة الفقيه النحرير العالم العامل الفاضل الكامل الأستاذ الهمام ولد في بلدة برقا من أعمال نابلس بعد سنة خمسين ومائتين وألف ورحل في طلب العلم إلى دمشق فلازم الجد الشيخ حسن الشطي إمام الحنابلة في عصره وحضر عليه في الأصولين والفقه والفرائض والنحو وانتفع في مباديه بالشيخ عبد الله صوقان القدومي تلميذ الجد المنوه به وبرع وتفوق ثم عاد إلى بلده فدرس وأفاد ثم رحل إلى مصر وجاور في أزهرها الشريف مدة إلى أن صار شيخ رواق الحنابلة ثم رحل إليه الطلبة من الآفاق وانتفعوا به في الفقه وغيره وكان من أجل أهل زمانه علما وفهما مع التواضع ولين الجانب وشهرته العلمية تغني عن الإطناب في أوصافه العلية. وقد كان أستاذي العم مراد أفندي رحمه الله كتب إليه سنة ١٣١٤ وهو إذ ذاك شيخ الرواق المذكور يطلب منه إرسال نبذة من ترجمته فأرسل ذلك إليه مع التواضع الزائد والخجل من ترجمة نفسه ثم