وحمل إلى باب القلعة فصلي عليه مرة أخرى وصلى عليه أخواه الشيخ تقي الدين والشيخ زين الدين عبد الرحمن وهما محبوسان بالقلعة وكان وقتا مشهودًا ثم صلي عليه ثالثة ورابعة وحمل إلى مقابر الصوفية فدفن بها رحمه الله.
* شيخ الإِسلام تقي الدين أحمد بن تيمية
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني نزيل دمشق الشيخ الإِمام العالم المحقق الحافظ المجتهد المحدث المفسر القدوة الزاهد نادرة العصر شيخ الإِسلام قدوة الأنام علامة الزمان صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره ولد بحران يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقدم والده به وبأخويه إلى دمشق سنة سبع وستين وستمائة وكانوا قد خرجوا من حران مهاجرين بسبب التتار فأخذ الفقه والأصول عن والده وسمع عن خلق كثيرين منهم الشيخ شمس الدين بن قدامة والشيخ زين الدين بن المنجا والمجد بن عساكر وأخذ العربية عن ابن عبد القوى ثم أخذ كتاب سيبويه فتأمله وفهمه وعنى بالحديث وسمع الكتب الستة والمسند مرات وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرز فيه وأحكم أصول الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغير ذلك ونظر في الكلام والفلسفة وبرز في ذلك على أهله ورد على رؤسائهم وأكابرهم ومهر في هذه الفضائل وتأهل للتدريس والفتوى وله دون العشرين سنة وتضلع في علم الحديث وحفظه حتى قالوا كل حدث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث وإذا تكلم في علم ظن سامعه أنه لا يعرف غيره وكلامه في تصانيفه كله عجائب وكان يكتب في اليوم والليلة نحو أربع كراريس وكتب الحموية في قعدة واحدة وهي أزيد من ذلك وقد درس بالسكرية والحنبلية في دمشق وأمده الله تعالى بكثرة الكتب وسرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم وألف في أكثر العلوم التآليف العديدة وصنف التصانيف المفيدة في التفسير والفقه والأصول والحديث والكلام والردود على الفرق الضالة والمبتدعة وله الفتاوي المفصلة في حل المسائل المعضلة - فمن أعيان مصنفاته