لا زالت في عز مدى الدهر ما … غردت الأطيار في الصبح
فراجعه الفتح المذكور بقوله:
مولاي يا من خصه ربه … بين الورى بالنصر والفتح
في الظهر والعصر إلى بابكم … أسعى وفي المغرب والصبح
وكيف لا أسعى إلى باب من … في وجهه داع إلى النجح
لا زلت من قدح العدا سالما … ولا خلا زندك من قدح
ولصاحبه الترجمة أيضًا قوله:
إذا اجتمعت في المرء سبع خصائل … تدانت له الدنيا يقينًا بلا شك
حياء وعلم وانقياد وعفة … ولطف وإحسان ومعرفة التزكي
وقرأت بخطه أن ولادته كانت في أول ساعة من نهار الخميس ثامن ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وتسعمائة وتوفي ليلة الثلاثاء أربع عشر جمادي الأولى سنة سبعين وألف وصلى عليه بالجامع المظفري ودفن بروضة السفح القاسيوني والمرزناتي نسبة إلى جده الشيخ محيي الدين المرزناتي المقدم ذكره وأصله المرزبان وهو بالفراسية السلطان انتهى.
* القاضي نعمان الدمشقي
نعمان بن أحمد الدمشقي قاضي قضاة الحنابلة بمحكمة الباب بدمشق كان من فضلاء الحنابلة ووجهائهم تفقه على جماعة ولزم من أول عمره هو وأخوه الشيخ عبد السلام أديب الزمان أحمد بن شاهين وتخرجا عليه وانتفعا به علمًا وجاها وولي القاضي نعمان صاحب الترجمة النيابات بوسيلته والتقرب إليه إلى أن استقر آخرًا بالباب وكان أمثل القضاة في عصره وجيهًا مهابا نقي العرض عما يدنس ملازمًا خويصة نفسه ودرس بالمدرسة الحجازية وكان له بها خلوة يقيم بها أكثر أوقاته وكانت وفاته في سنة إحدى وسبعين وألف انتهى من تاريخ المحبي.