جدث ثوى فيه الهمام الأمثل … غنام ذو الفضل الذي لا يحجب
قد كان عونًا للذي رام العلى … لا زال في دار الرضا يتقلب
لما دعى قالوا نجا أرخ أجل … بشرى له في جنة لا يعطب
* الشيخ مصطفى السيوطي مفتي الحنابلة بدمشق
قال العم في ترجمته هو الشيخ مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة الرحيباني مولدًا الدمشقي الشيخ الإمام العلامة الفقيه الفرضي المحقق الكامل أوحد زمانه مفتي الحنابلة بدمشق بعد السيد إسماعيل الجراعي ولد سنة خمس وستين ومائة وألف في قرية الرحيبة من أعمال دمشق ثم رحل منها إلى دمشق الشام فأخذ بها الفقه عن بقية السلف الشيخ أحمد البعلي وبه تخرج وانتفع وعن الشيخ محمد بن مصطفى اللبدي آل نابلسي وقرأ على العلامة علي أفندي الطاغتستاني مدرس قبة النسر والشيخ محمد بن علي السليمي والشيخ محمد الكاملي وغيرهم وكان إمام الحنابلة في عصره أعجوبة في استحضار كلام الأصحاب انتهت إليه رياسة الفقه وشدت الرحال للأخذ عنه وكان حافظًا مقبلًا على شأنه لين العريكة حلو المفاكهة له مكارم دارة وبشاشة سارة ولي نظارة الجامع الأموي في دمشق والجامع المظفر في صالحيتها مدة طويلة فحمدت سيرته ولم يذكر عنه ما يشينه - ومن مؤلفاته الكتاب العظيم المسمى بمطالب أولي النهي في شرح غاية منتهى ثلاث مجلدات ضخام وله كتاب سماه تحفة العباد فيما في اليوم والليلة من الأوراد جمعه من الأصول الستة وله تحريرات وفتاوي لو جمعت لبلغت مجلدًا وقد روى عنه وانتفع به أناس كثيرون من النجديين النابلسيين وغيرهم وقد أخذ عنه الفقه العلامة الجد وانتفع به وقرأت بخطه تاريخ وفاته وذلك ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف وصلي عليه بجامع بني أمية وكانت جنازته حافلة ودفن بتربة الذهبية حذاء آل أبي المواهب الحنبلي ورثاه تلميذه الشيخ سعيد السفاريني بقصيدة مطلعها:
سهم الحمام على الخليقة منتضي … صبرًا وتسليمًا لما حكم القضا
انتهى قلت أن كتاب غاية المنتهى قد صنفه الشيخ مرعي الكرمي جمعًا