العلمية التي كان أولها مسند دمشق العلامة الشيخ عبد الباقي الحنبلي جد جد صاحب الترجمة والله أعلم هل كان سبب انقراضهم واندراس رسومهم ترك العلم والاتكال على شهرة الآباء كما فعل الله ذلك بكثير من العائلات العلمية قديمًا وحديثًا - أو سلب الرياسة والوصائف من أيديهم حيث كانت تنشطهم للعلم والعمل فتحيي ذكرهم وتجعل خلفهم يتبع سلفهم أوامر أراده الله تعالى ألا وأن لكل نجم أفولا ولكل ناضر ذبولا "ولكل أجل كتاب" فسبحان الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية.
* العلامة الشيخ أحمد البعلي
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مصطفى الحلبي المحتد ثم البعلي الدمشقي المولد والسكن والوفاة مفتي السادة الحنابلة بدمشق بعد تلميذه المترجم قبله الشيخ الإمام العلامة العامل الفقيه الفرضي الحيسوبي الصوفي الخلوتي الخاشع الناسك النحرير الأوحد شيخنا وأستاذنا شهاب الدين كان مولده في ثامن رمضان سنة ثمان ومائة وألف بدمشق ونشأ بها في كنف والده وتلا القرآن العظيم ثم شرع في طلب العلم مشمرًا عن ساق الاجتهاد فأخذ التفسير والحديث وألفه عن والده الجمال عبد الله بن أحمد البعلي وعن خاتمة المسندين الشيخ أبي المواهب مفتي الحنابلة بدمشق وعن حفيده الشيخ محمد بن عبد الجليل المواهبي والشيخ عبد القادر بن عمر التغلبي والشيخ عواد بن عبيد الله الكوري والشيخ مصطفى بن عبد الحق اللبدي وأخذ التفسير والحديث أيضًا وباقي العلوم عن جماعة كالأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وجدي الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري والمحدث الشيخ إسماعيل العجلوني الجراحي والشمس محمد بن علي الكاملي وولده العز عبد السلام وابن عمنا الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي مفتي الشافعية بدمشق والشيخ محمد بن عيسى البناني الصالحي ولما قدم دمشق عالم الحجاز الشمس محمد بن عقيلة المكي سمع منه حديث الأولية وأجاز له بما تجوز له روايته وحج صاحب الترجمة سنة ١١٦٥ فأخذ بالمدينة المنورة عن الشيخ الإمام جعفر بن حسن بن