وقال في غالب:
يعاكسني الظلوم بما أعاني … ويزعم أنه في الكل غالب
وأني لا أقابله ولكن … إله العرش حسبي فهو غالب
وله غير ذلك من الأشعار والنظام والنثار وكان تقيا ورعًا له غيرة دينية وحمية وطنية ولم يتزوج فلم يعقب سوى آثار مبرورة وأعمال مشكورة وقد تمرض أشهرا وكانت وفاته يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ودفن بالمقبرة الذهبية في دمشق وقد رثيته بقصيدة أثبتها في آخر الرسائل الفاتحية التي جمعتها سنة ١٣٢٠ وطبعتها في بيروت ١٣٢٣ وهي قولي:
سقاك الله عيني يا مراد … وحيى الله عهدك يا مراد
وشيد فضلك الأجلى سناه … وخلد ذكرك الأحلى مراد
وأبكي بعدك الدنيا دماء … وأضحك قربك الأخرى مراد
بمنقبة ومرتبة وشأن … ومكرمة ومأثرة مراد
وأعمال وآثار جياد … وأخلاق وآداب مراد
كأنك في سماء الفكر شمس … وفي بحر الحجى ذر مراد
كأنك في بني الشطي قلب … وفي أجسامهم روح مراد
كأنك في ربوع الحق سيف … وفي صحف الهدى قلم مراد
لعمر الله فقدك كان هولا … وحزنًا للورى طرًا مراد
فوا لهفي لعيشك ربع قرن … وموتك وهو عن عقم مراد
حباك الله بالحسنى رضاء … وحفك بالعلي لطفًا مراد
وهذا مظهر قد طبت فيه … وتاريخ له ختم مراد
* الشيخ علي المنصور الكرمي
ترجمه لنا ولده الأستاذ الفاضل الشيخ سعيد أفندي فقال: هو الشيخ العالم الفاضل الفقيه النحرير الهمام ولد سنة ثلاثين ومائتين وألف في بلده طور كرم إحدى قرى نابلس فقرأ القرآن على الشيخ محمد الطياح ثم تاقت نفسه إلى