مصطفى بن عبد الحق النابلسي اللبدي ثم الدمشقي الشيخ العالم الفقيه البارع الفرضي الحيسوب الإمام المتفرق العمدة عز الدين كان من أجل أهل عصره في الفقه وأصوله له الباع الطويل في علمي الفرائض والحساب قدم من بلده كفر اللبد في جبل نابلس إلى دمشق سنة إحدى عشرة ومائة وألف وسكن في المدرسة المرادية وطلب العلم ولازم أوحد عصره الشيخ أبا المواهب بن عبد الباقي مفتي الحنابلة بدمشق وأخذ عنه الفقه والحديث وأخذ أيضًا عن تلميذه أبي التقي عبد القادر بن عمر التغلبي فقرأ عليهما كتب عديدة في الفقه كدليل الطالب والمنتهى والإقناع وعدة كتب في الفرائض والحساب منها شرح الرحبية وشرح اللمع وشرح النزهة وشرح الفصول لشيخ الإسلام زكريا وشرح الترتيب للجمال عبد الله الشنشوري وقرأ على الفاضل محمد حفيد الشيخ أبي المواهب المقدم ذكره لما جلس في مكان جده في الجامع الأموي بين العشائين وأعاد له الدرس إلى أن توفي وأجاز له جميع شيوخه وأخذ أيضًا عن الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري وأجاز له الأستاذ العارف مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي سنة ١١٤٧ وترجمه الجد الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي بترجمة حسنة وقال في حقه وكان بارعًا في الفقه كثير الاستحضار لفروعه ماهرًا في الفرائض والحساب حتى كاد أن ينفرد بهذين الفنين بدمشق وكان دينًا صالحا ورعا متواضعًا ومناقبه جمة وكان بيني وبينه محبة في الله انتهى قلت ودرس صاحب الترجمة بعد وفاة مشايخه في الجامع الأموي وأقبلت عليه الطلبة وانتفعوا به وصار إليه المرجع في عمل الشجرات والمناسخات وكانت وفاته كما قال الجد المذكور في غرة رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف وصلي عليه في الجامع المذكور ودفن بمرج الدحداح رحمه الله تعالى.
* الواعظ الشيخ علي البرادعي
علي بن أحمد بن عبد الجليل بن إبراهيم الدمشقي الصالحي الشهير بالبرادعي الشيخ الإمام العالم النخبة النحرير العمدة الواعظ الهمام الأوحد أبو