عن الناس طارحًا للتكلف بنى مدرسته على باب الجامع المظفري بسفح قاسيون ووقف عليها كتبه وكان يبني منها جانبًا ويصبر إلى أن يجتمع معه ما يبني به ولم يقبل من أحد فيها شيئًا تورعًا ومناقبه كثيرة - ومن تصانيفه الأحاديث المختارة وهي الأحاديث التي يصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين خرجها من مسموعاته كتب منها تسعين جزءًا ولم تكمل قال بعض الأئمة هي خير من صحيح الحاكم ومنها كتاب فضائل الأعمال أربعة اجزاء. وفضائل الشام ثلاثة أجزاء. وذم المسكر جزء. وسبب هجرة المقادسة إلى دمشق. وتحريم الغيبة جزء. والاستدراك على الحافظ عبد الغني. وأحاديث الحرف والصوت. والأمر باتباع السنن واجتناب البدع جزء وله غير ذلك شيء كثير وقد روى عنه جماعة من الحفاظ وخلق كثير توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
* مجد الدين بن تيمية
عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن تيمية ابن أخي الشيخ فخر الدين الفقيه الإِمام المقري المحدث المفسر الأصولي النحوي مجد الدين أبو البركات شيخ الإِسلام فقيه الوقت أحد الأعلام ولد سنة تسعين وخمسمائة تقريبًا بحران وحفظ القرآن وسمع من عمه وغيره ورحل إلى بغداد مع ابن عمه عبد الغني فسمع بها من جماعة واشتغل بالفقه والخلاف والعربية وكانت إقامته بها ست سنوات ثم رجع إلى حران ثم عاد إلى بغداد وقرأ القراءات وتفقه على ابن الحلاوي والفخر إسماعيل وأتقن العربية والحساب والجبر والمقابلة والفرائض على أبي البقاء العكبري وبرع وعرض مصنفه جنة الناظر على شيخه الفخر إسماعيل وهو ابن ستة عشر عامًا فكتب له عليه عبارة مدحه بها وكان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول أُلين الفقه للشيخ المجد كما ألين الحديد لداود - وقد حدث بالحجاز والعراق والشام وبلده حران وصنف ودرس وكان من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء وبيته مشهور بالعلم والدين والحديث وكان عجبًا في حفظ الأحاديث وسردها وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة وحكى البرهان المراغي أنه