المصريين منهم المحب أبو الفضل بن الشحنة والسرى عبد البر بن الشحنة الحنفان والقاضي زكريا الأنصاري والبرهان القلقشندي والقطب الخيضري والحافظ الديمي والجمال يوسف بن شاهين الشافعيون وغيرهم وسمع على ابن الشحنة بقراءة أبيه ثلاثيات البخاري وعلى ابن شاهين سبط الحافظ بن حجر العسقلاني ثلاثيات الدارمي ثم لما عاد والده إلى حلب متوليًا قضاء الحنابلة ناب عنه فيه وسنه دون العشرين سنة فلما توفي والده أوائل سنة تسعمائة استقل بالقضاء بعده وبقي في الوظيفة إلى أن انصرمت دولة الجراكسة وكان آخر قاض حنبلي بحلب ثم ذهب بعد ذلك إلى دمشق وبقي بها مدة ثم استوطن مصر وولي بها نيابة قضاء الحنابلة بالصالحية النجمية وبغيرها وحج منها وجاور ثم عاد إلى حكمه وكان لطيف المعاشرة حسن المحاضرة رقيق النادرة حسن الملتقى حلو العبارة جميل المذاكرة يتلو القرآن العظيم بصوت حسن ونغمة طيبة توفي بمصر القاهرة سنة تسع وخمسين وتسعمائة ودفن بها رحمه الله تعالى.
* الإِمام شرف الدين موسى الحجاوي "صاحب الإقناع"
موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الإِمام العالم العلامة الحبر البحر الفهامة شيخ الإِسلام أبو النجا شرف الدين مفتي الحنابلة بدمشق والمعول عليه في الفقه بالديار الشامية حائز قصب السبق في مضمار الفضائل والفائز بالقدح المعلى لدى تزاحم الأفاضل جامع أشتات العلوم بدرسماء المنطوق والمفهوم صاحب المؤلفات التي سارت بها الركبان وتلقاها الناس بالقبول زمانًا بعد زمان والفتاوي التي اشتهرت شرقًا وغربًا وهم نفعها الناس عجمًا وعربًا الحبر بلا ارتياب والبحر المتلاطم العباب شمس أفق العلوم والمعارف قطب دائرة الفهوم والعوارف ذو التحقيقات الفائقة والتدقيقات الرائقة والتحريرات المقبولة والتقريرات التي هي بالإخلاص مشمولة - أخذ الفقه وغيره عن الإِمام العلامة شهاب الدين أحمد بن أحمد بن أحمد الشويكي الصالحي والإِمام الفقيه أبي حفص نجم الدين عمر بن