الفقيه الكامل العابد الزاهد المعتقد. المبارك المعمر ولد في قرية كفر قدوم من بلاد نابلس ونشأ بها ثم قدم إلى دمشق في حدود سنة ١٢٦٠ وهو شاب فلازم سيدنا الجد الشيخ حسن الشطي الملازمة التامة وخدمه الخدمة الصادقة وحضر دروسه الخاصة والعامة وأخذ الفقه عنه وعن الشيخ إبراهيم الكفيري وكان يحضر دروس التفسير والحديث عند المرحوم الشيخ سليم العطار وكان ولاه الجد المنوه به خدمة مدرستنا البدرأية وأسكنه دارها الجوالية فبقي على ذلك أيام الجد وولديه المرحومين وأحفاده المحفوظين إلى أن توفي وقد تفقه عليه جماعة من الحنابلة وانتفعوا به وسمعت من فوائده واستجزته فأجازني جزاه الله خيرًا وكان يحفظ تفسير الأجلين ولا يفتر لسانه عن التلاوة والذكر وإذا تلا القرآن يفسره تفسيرًا حسنًا وكان مستحضرًا لمسائل الفقه قوي الحافظه وضيءُ الوجه منور الشيبة ذا دين ويقين وصلاح مبين وللناس فيه اعتقاد عظيم ويدعونه لقراءة الختمات ويستخيرون عنده وكان إذا مرت به آية وعيد يقول أو لا يرون الأفلاك السماوية والآيات البرية والبحرية قاتلهم الله يأكلون خيره ويعبدون غيره ونحو ذلك وكان إذا مس أحد المدرسة المذكورة بأذى يبطش به بطش الشباب ولا يخشى ولا يهاب وشوهد مرة في بعض الأسواق وأمامه أحد أعيان الذميين راكبًا على فرس فلما رآه ابتدره بقوله يا أخباث أما أخذ عليكم العهد سيدنا عمر أن لا تركبوا الخيل قاتلكم الله غير ذلك مما يدل على قوة إيمانه وسلامة صدره وكانت وفاته بعد أن مرض بالإسهال شهورًا ليلة الجمعة سادس ربيع الثاني سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف وقد ناهز الثمانين وصلي عليه في الجامع الأموي بعد صلاة الجمعة ودفن في مقبرة الباب الصغير عند قبور بني الطنطاوي لأنهم تزوجوا بنتين له بين والد وولد وأعقب المترجم ولدين لم يكونا على طريقته رحمه الله آمين.
* سعيد أفندي البرقاوي
سعيد بن محمد بن مصطفى البرقاوي الشهير بالحنبلي تقدمت ترجمة جده ووالده وأخيه وكان هذا فاضلًا كاملًا نبيلًا نبيهًا ولد بدمشق سنة سبعين ومائتين