سبع وأربعين أو ثمان وأربعين وستمائة وسمع الحديث من جماعة وارتحل إلى مصر فقرأ بها القرآن وأصول والعربية وبرع في ذلك وتفقه في المذهب ثم استوطن بيت المقدس فتصدر لاقراء القرآن والعربية وصنف شرحًا يسيرًا للشاطبية وشرحًا آخر للرائية في الرسم وشرحًا لألفية ابن معطي وصنف تفسيرًا وأشياء في القرآن وكان صالحًا متعففًا خشن العيش جم الفضائل ماهرًا متفننًا مقرئًا بارعًا فقيهًا نحويًا نشأ في صلاح ودين وزهد وانتهت إليه مشيخة بيت المقدس وحج وجاور بمكة وكان يعد من العلماء الصالحين الأخيار توفي بالقدس الشريف فجأة سحر يوم الأحد رابع رجب سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ودفن في اليوم المذكور بملأ وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في سادس عشر الشهر المزبور.
* الشيخ صفي الدين البغدادي
عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله البغدادي الفقيه الإمام الفرضي المتفنن صفي الدين أبو الفضائل ولد سنة ثمان وخمسين وستمائة ببغداد وسمع الحديث بها وبدمشق وبمكة وتفقه وبرع ومهر في الفنون الرياضية واشتغل بالأعمال الديوانية مدة ثم أقبل عَلَى العلم مطالعة وكتابة وتصنيفًا وتدريسًا واشتغالًا وإفتاء إلى حين موته وكتب الكثير بخطه الحسن وكان ذا ذهن حاد وذكاء وفطنة وأقبل أخيرًا على التصنيف فصنف في علوم كثيرة واختصر كتبًا كثيرة وله تسهيل الوصول في علم الأصول وتحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل ومختصره قواعد الأصول وغير ذلك وعني بالحديث وخرج لنفسه معجمًا استعان في معرفة أحوال الشاميين منهم بالذهبي والبرزالي وحدث به وبكثير من مسموعاته وسمع منه خلق كثير وأجاز لابن رجب ودرس بالمدرسة البشيرية للحنابلة وكان ذا أخلاق حسنة عظيم الحرمة شريف النفس لا يغشى الأكابر ولا يزاحمهم في المناصب وله شعر كثير جيد وتفرد في وقته ببغداد في علمي الفرائض والحساب واجتمع بالشيخ تقي الدين بن تيمية بدمشق وكان من محاسن زمانه في بلده ومن نظمه: