اجتمع بالشيخ المجد فأورد نكتة عليه فقال المجد الجواب عنها من ستين وجهًا الأول كذا والثاني كذا وسردها إلى آخرها ثم قال للبرهان قد رضينا منك بإعادة الأجوبة فخضع وانبهر وكان المجد معدوم النظير في زمانه رأسًا في الفقه وأصوله بارعًا في الحديث ومعافيه له اليد الطولى في معرفة القراءات والتفسير - ومن تصانيفه أرجوزة في علم القراءات. الأحكام الكبرى في عدة مجلدات. المنتفى من أحاديث الأحكام وهو الكتاب المشهور انتقاه من الأحكام الكبرى. المحرر في الفقه. منتهى الغاية في شرح الهداية بيض منه أربع مجلدات كبار. مسودة في أصول الفقه زاد فيها ولده ثم حفيده قرأ عليه القرآت جماعة وأخذ الفقه عنه ولده عبد الحليم وابن تميم وغيرهما وسمع منه خلق وروى عنه جماعة توفي بعد العصر يوم الجمعة يوم عيد الفطر سنة ثلاث وخمسين وستمائة ودفن بكرة السبت وكان في جنازته خلق كثير جدًا ودفن بمقبرة الحنابلة بحران وتوفيت زوجته ابنة عمه الشيخ فخر الدين قبله بيوم رحمهما الله تعالى.
* محيي الدين بن جمال الدين الجوزي
يوسف بن عبد الرحمن بن علي الجوزي البغدادي الفقيه الأصولي الواعظ الصاحب الشهيد أستاذ الخلافة المستعصية اشتغل بالفقه والخلاف والأصول وبرع في ذلك ووعظ وأفتى ودرس وولي الحسبة في جانبي بغداد والنظر في الوقوف العامة وغيرهما من الولايات الجليلة وله تصانيف وسمع منه خلق وكان من صدور الإِسلام وأكابرهم ذا سمت ووقار وعقل ورياسة وكان له الحظوة عند الخليفة الناصر ولد سنة ثمانين وخمسمائة وقتل سنة ست وخمسين وستمائة هو وأولاده الثلاثة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن وشرف الدين عبد الله وتاج الدين عبد الكريم وكلهم أفاضل وكلهم تولى حسبة بغداد قتلوا لما دخل هولاكو ملك التتار إلى بغداد وقتل الخليفة المستعصم وأعيان الدولة وأكابر العلماء رحمهم الله تعالى أمين (يقول المختصر محمد جميل الشطي) ومن آثاره بدمشق المدرسة الجوزية في سوق البزورية وجامع الجوزي في سوق العمارة.