رحل إلى مصر لطلب العلم الشريف في سنة ١٠٤٣ ومكث إلى سنة ١٠٥١ وأخذ الفقه عن الشيخ الإمام منصور البهوتي وأخذ الحديث والنحو عنه أيضًا وقرأ على الشيخ عامر الشيراوي شرح ألفية العراقي للقاضي زكريا وأجازه بها وبما تجوز له روايته وكان يفتي على مذهبه في بلاد نابلس وكان دينًا صالحا تقيا حافظا لكتاب الله تعالى وكانت وفاته في سنة ثمان وخمسين وألف تقريبًا رحمه الله وسائر المسلمين آمين.
* الشيخ أبو الصفا الاسطواني
أبو الصفا بن محمود بن أبي الصفا الشهير كسلفه بالاسطواني الدمشقي ترجمه الأمين المحبي في تاريخه فقال هو جدي لأمي ولد بدمشق ونشأ بها وكان حنبليا على مذهب أسلافه وله مشاركة جيدة في فقه مذهبهم وغيره وقرأ في آخر أمره فقه الحنفية على العلامة رمضان بن عبد الحق العكاري وكان من جملة الرؤساء وفضلاءُ الكتاب ولي خدما كثيرة من كتابات الخزينة والأوقاف وكان كاتبًا بليغًا كامل العقل حسن الرأي ميمون النقيبة ورزق دنيا طائلة واسعة وكان كثير التنعم وافر العزة محفوظًا في الدنيا وبلغ من العمر كثيرًا وهو في نشاط الشبان وبالجملة فإنه كان ممن توفرت له الدواعي ونال من الأيام حظه وكان مع ذلك سمح الكف دائم البشر وكانت صدقاته على الفقراء دارة وخيراته واصلة. وانتفع به جماعة ومنه أثروا وبه استفادوا والحاصل أن كان من محاسن دهره وأكارم عصره وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ستين بعد الألف ودفن بمقبرة باب الفراديس في تربة الغرباء رحمه الله تعالى برحمته انتهى.
(يقول المختصر محمد جميل الشطي) هذا آخر الحنابلة من بني الاسطواني الذين عرفوا من أوائل القرن العاشر وهو كما ترى أول الحنفية منهم وقد تركوا مذهبهم الحنبلي لأسباب اجتماعية سامحهم الله غير أنهم لم يتركوا العلم ففضلهم بين الأنام مشهور وذكرهم على مدى الأيام مأثور.
* الشيخ عثمان الفتوحي
عثمان بن أحمد بن تقي الدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن عبد