السيوطي والجد الشيخ محمد الشطي وأخيه الشيخ أحمد الشطي وصار كاتبا بمحكمة السنانيه ثم بمحكمة العونيه ثم بمحكمة الباب وبعد وفاة والده صار رئيس الكتاب بالعونية المذكورة ثم بمحكمة الميدان ثم دخل مسلك القضاة فولي نيابة صفد وحاصبيا وغيرهما إلى أن صار نائبا في قضاء السليمية التابع إلى لواء حماه فمرض اثناه نيابته هذه فحضر إلى دمشق وازداد به المرض فتوفي وكانت وفاته في حادي عشر رمضان المبارك سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ومن أولاده الفاضل شاكر بك الحنبلي من رجال حكومتنا الملكية ومن النوابغ المنوه بهم بارك الله فيه ورحم سلفه آمين.
* مراد أفندي الشطي
محمد مراد بن محمد بن حسن الشطي الدمشقي أستاذي وعمي الأديب الأريب والشاب النجيب والآخذ من كل علم بنصيب العالم المتفنن الكاتب المجيد الدراكة الألمعي النبيل النبيه نادرة زمانه كان رحمه الله أعجوبة في جمعه بين العلوم الدينية والفنون العصرية بحيث أدرك على قصر عمره ما تقصر الشيوخ عن إدراكه علمًا وفهمًا وأدبًا جمًا:
إن الهلال إذا رأيت نموه … أيقنت أن سيكون بدرًا كاملا
ولد بدمشق يوم الثلاثاء ثامن رجب سنة تسع وثمانين ومائتين وألف ونشأ في حجر والده وعمه وتأدب بآدابهما وقرأ وكتب وهو دون عشر سنين ثم دخل المدرسة الجقماقية وهي يومئذ من مكاتب الحكومة المنوه بها فحاز فيها ما حاز وفاز منها بما فاز ونال الشهادة سنة ١٣٠٥ مقرونة بجائزة ثمينة ثم لازم بعض دوائر الحكومة واستقر في كتابة الدفتر الخاقاني بدمشق مشتغلا مع ذلك بالقراءات والكتابات فحضر دروس والده المقدمة ترجمته وعمه الآتي ذكره في الفقه والفرائض والحساب والهندسة وغير ذلك وأجازاه عامة وخاصة وأخذ الحديث عن العلامة الشيخ بكري العطار وأجازه والعلامة الشيخ بدر الدين المغربي والمنطق والمعاني والبيان عن العلامة الشيخ عمر العطار وكتب له إجازة سنة ١٣٠٨ والنحو والصرف عن العالمين الشيخ محمد العطار والشيخ رشيد سنان