وعلم الهيئة والربع المجيب عن الشيخ حسين موسى والجبر والمقابلة عن الأستاذ العلامة الشيخ محمد الطيبي ولازم أخيرًا العلامة الشهير الشيخ طاهر الجزائري وانتفع به كثيرًا وكان لهذا الأستاذ آمال فيه وطالما ذكره وأثنى عليه وقد قرأ عليه تيسير الوصول إلى جامع الأصول المتضمن للكتب الستة وأجز به وبغيره ثم حضر عليه تفسير القاضي البيضاوي فاخترمته المنية قبل إتمامه وكان عارفا باللغتين الفارسية والتركية وكان له الباع الطويل في فنون الخط من النسخ وتعليق وكوفي أخذها عن الفاضل ناظم بك نزيل دمشق وعن المتفنن مصطفى أفندي السباعي ثم كتب بخطه النفيس من الكتب والرسائل شيئًا كثيرًا وأحسن آثاره مدبجات الإمام عبد المنعم الأندلسي المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق وألف رسائل لطيفة منها كشف المغيب في العمل بالربع المجيب وتحفة النساك في فضائل السواك والكواكب المتقابلة في الجبر والمقابلة ومسودات تاريخية ومكاتبات أدبية وقد قرأت عليه أنا وشقيقه الأصغر حسن أفندي في النحو والأخلاق وأخذنا عنه الخط وكان له شعر قليل فمنه قوله:
خالق الناس بخلق حسن … ترتقي أسنى المقام الأحسن
واعتبر في حال أهل الزمن … وانتبه من غمرات الوسن
وتيقن أن زرع الاحن … موجب حقًا لحصد المحن
وقال مشطرًا بيتين مشهورين وأجاد:
(إذا العشرون من شعبان ولت) … فبادر للتقى حق البدار
ولا تسمع لعمر قال جهلا … (فواصل شرب ليلك بالنهار)
(ولا تشرب بأقداح صغار) … فليس مآل ذا إلا النار
وتب واعبد وفي الطاعات فاسلك … (فقد ضاق الزمان عن الصغار)
وقال مؤرخًا عزل المشير عثمان نوري باشا والي سورية على أثر ثورة الدروز في سنة ١٣١٤: