بمشهد عظيم حافل ودفن بتربة مسجد الاقدام انتهى. وترجمه البدر حسن البوريني في تاريخه. فقال هو الشيخ الذي ثبت صلاحه وتقرر فلاحه وحسنت أحواله وصدقت أقواله وكان على أسلوب المتقدمين في سلوكه اجتمعت به في صالحية دمشق في حدود سنة خمس وسبعين وتسعمائة وكان ابتداء الاجتماع به في المدرسة العمرية لأنه كان إمامها وكانت له حجرة بها وكان يأتي إليها من بيته في الثلث الأخير من الليل فيشعل سراجه من قنديل المدرسة ويستفتح في قراءة القرآن العظيم إلى وقت الصلاة فيقوم ويصلي بالناس ثم يرجع إلى حجرته ويشتغل بالأوراد إلى طلوع الشمس فبعد ارتفاعها يصلي الضحى ثم يسير إلى المدرسة دار الحديث بالصالحية أيضًا فيدرس بها فقه الإمام أحمد وغير ذلك من حديث ونحو قرأت عليه بالمدرسة المذكورة الأذكار للإمام النووي وانتفعت بعلمه ودعائه وكان كثير التغفل فيما يتعلق بأمور الدنيا بحيث أنه كان يسأل غالب تلاميذه كل يوم عن أسمائهم ومن أي بلد هم وكانت معرفته بالعلم الروحاني مقطوعا بها من غير شبهة انتهى.
* الاستاذ محمد الخريشي
محمد بن أحمد المقدسي الشهير بالخريشي الشيخ العالم الفاضل الهمام الفقيه أوحد عصره فضلا ونبلا ووحيد دهره في العلوم عقدا وحلا ترجمه الأمين المحبي في تاريخه فقال ترجمه الشمس الداودي رحل إلى القاهرة واشتغل في الجامع الأزهر وغيره وأقام بها مدة طويلة حتى برع وتميز وتأهل للتدريس والفتوى وأجيز بذلك من شيوخه المصريين ثم قدم إلى القدس وأقام بها ملازما على الدروس وكان عالما عاملا خاشعا ناسكا متقللا من الدنيا قانعا باليسير طويل التعبد كثير التهجد ملازما على تلاوة القرآن وتعليم العلم انتفع به أهل القدس انتفاعًا ظاهرًا وكثير من أهل نابلس وخصوصًا في العربية وكان إمام الحنابلة ومفتيهم في عصره وكان يعظ الناس ويذكرهم وحصل بينه وبين صاحبنا الشيخ محمد ابن شيخنا الشمس محمد بن أبي اللطف وحشة أدت إلى ترك ذلك قيل سببها أن الخريشي وقف على حكم العذبة والتلحي واستحباب ذلك فأرخى له