المحبي والسيد سعدي ابن السيد عبد الرحمن بن حمزه الحسيني والشيخ إبراهيم الخياري المدني - وله من التآليف النافعة مختصر في الفقه صغير الحجم كثير الفائدة ومختصر في التجويد مشهور بالرسالة البلبانية وغير ذلك وله محاسن ولطائف وولي خطابة الجامع المظفري المعروف بجامع الحنابلة - وبالجملة فقد كان بقية السلف وبركة الخلف وكانت وفاته ليلة الخميس لتسع خلت من رجب سنة ثلاث وثمانين وألف وصلى عليه بالجامع المظفري المذكور ولده الفاضل الشيخ عبد الرحمن في جمع عظيم ودفن بسفح جبل قاسيون في الطرف الشرقي رحمه الله رحمة واسعة.
* الشيخ محمد الخلوتي
محمد بن أحمد بن علي البهوتي الشهير بالخلوتي المصري القاهري ابن أخت العلامة منصور البهوتي العالم العلم الفقيه النحرير إمام المنقول والمعقول مخرج الفروع على الأصول المحقق المدقق المفتي والمدرس بمصر القاهرة ولد بمصر ونشأ بها وأخذ الفقه عن العلامة عبد الرحمن البهوتي تلميذ محمد الشامي صاحب السيرة ولازم خاله شارح الإقناع والمنتهي ومحشيهما المقدم ذكره، وأخذ العلوم العقلية عن الشهاب الغنيمي وعليه تخرج وانتفع واختص بعده بالعلامة نور الدين على الشبراملسي ولازمه في دروسه في كثير من العلوم فكان لا يفارقه في العلوم النظرية وكان يجري بينهما في الدرس من المحاورات والنكات الدقيقة مالا يعرفه أحد من الحاضرين إلا من كان من أكابر المحققين وكان الشبراملسي يجله ويثني عليه ويعظمه ويحترمه ولا يخاطبه إلا بغاية التعظيم لما انطوى عليه من الفضل ولكونه رفيقه في الطلب ولم يزل ملازمًا له حتى مات وكتب كثيرًا من التحريرات منها تحريراته على الإقناع وعلى المنتهى جردت بعد موته من هوامش النسختين فبلغت حاشية الإقناع اثني عشر كراسا وحاشية المنتهى أربعين كراسا وله حاشية على شرح العقائد للنسفية للسعد جردها من خط شيخه الشهاب أحمد الغنيمي فرتبها وله شعر لطيف منه قوله:
كأن الدهر في خفض الأعالي … وفي رفع الأسافل واللئام