طلب العلم فرحل إلى دمشق وهي إذ ذاك مأهولة فأخذ فقه الحنابلة عن الأستاذين الفاضلين الشيخ إبراهيم الكفيري والشيخ حسن الشطي ولازم هذا الأخير مدة طويلة كان في آخرها معينًا له على بياض تآليفه التي منها مختصر الغاية ومختصر عقيدة السفاريين وأخذ عنه علم الفرائض حيث كان منفردًا به وأخذ بقية العلوم عن أجلاء شيوخ ذلك العصر مثل الشيخ سعيد الحلبي والشيخ حامد العطار والشيخ الكزبري والشيخ الطيبي وغيرهم - ولما دخل دمشق إبراهيم باشا المصري أخذه من المدرسة المرادية وأدخله في سلك العسكرية. كغيره من أبناء نابلس ولكنه لم يدخل بصفة جندي بل امتحنته لجنة مخصوصة في الخط والحساب ولما وجدته فائقا فيهما عين ملازما ثانيا وتوجه مع الجيش وحضر وقعة "نزب" المشهورة وبعد أن انتهت تلك الفتنة رجع مع الجيش إلى مصر وكان وصل إلى رتبة (قول أغامي) فلما وصل الجيش إلى الرملة هرب منه راجعا إلى بلده ثم إلى دمشق حيث أكمل تحصيله وصار أمينا ووكيلا للشيخ سعدي السيوطي مفتي الحنابلة ومتولي الجامع الأموي مدة طويلة ثم رجع إلى بلده فكان مرجعا للحنابلة في بلاد نابلس وتولى القضاء هناك مرارًا كان فيها مثال العدل والحق إلى أن انتقل بالوفاة إلى رحمة ربه في يوم الجمعة خامس عشر رجب سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف ودفن في مقبرة بلده بعد أن أوصى وصية مطولة رحمه الله تعالى.
[الشيخ أحمد الشطي]
أحمد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي الدمشقي مفتي الحنابلة بدمشق وأحد علمائها الأعلام القائمين بإفادة الخاص والعام العالم الكبير والجهبذ الخطير المحدث الفقيه الفرضي الحيسوبي الفهامة الدراكة الثبت الحجة الصالح التقي أستاذي وعم والدي ولد ليلة السبت رابع عشري بصفر سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف ونشأ في حجر والده الإمام المقدمة ترجمته عَلَى أحسن تربية وأتم أدب كما ذكر في ترجمة أخيه سيدي الجد وكان لوالده ميل إليه ونظر عليه وقد قرأ القرآن وجوده وحفظه على الشيخ مصطفى التلي ثم لازم دروس والده من حديث وفقه وفرائض وحساب ومساحة ونحو وغير ذلك وبه انتفع وتخرج