واستجاز له والده من علماء عصره كالحلبي والكزبري والعطار والطيبي والتميمي نزيل دمشق فأجازوه وروى عنهم حديث الرحمة بأولية حقيقية واستجاز من الشيخ أحمد البغال والشيخ قاسم الحلاق وغيرهما ولازم بعد وفاة والده الشيخ عبد الله الحلبي فحضر دروسه ولما توفي والده المنوه به سنة ١٢٧٤ قدم للتدريس في مكانه فدرس في محراب الحنابلة من الجامع الأموي في محفل عظيم من علماء دمشق وكلهم أثنى عليه وشكر همته وكان حلو التقرير حسن التعبير طلق اللسان ثابت الجنان واستمر يدرس به في رمضان إلى وفاته وأما دروسه ودروس أخيه الخاصة في دارهما فكانت شائقة للغاية بحيث أنها قد تزيد على عشرة دروس في كل يوم وليلة ويجتمع عليهما العدد الكثير من الطلبة وكان صاحب الترجمة يقريء في الحديث والفقه والفرائض والحساب والنحو وكان درسه جم الفوائد مقبولا ولم يؤلف شيئًا ومع ذلك فكانت له حواش نفيسة على بعض كتب الفقه والفرائض وقد أخذ عنه وانتفع به خلق كثيرون سيما من النجديين والنابلسيين ودوما ورحيبه وغيرها وهم علماء العصر ورجاله الآن وفي سنة ١٢٧٣ وجه عليه تدريس أدرنه في حياة والده وفي صفر سنة ١٢٨٨ وجهت له فتوى الحنابلة عن المرحوم سعيد أفندي السيوطي المقدمة ترجمته بمرسوم من قاضي دمشق حسب العادة القديمة فتصدر وأفتى ونفع في حوادث شتى وجمع البعض من فتاويه فجاء رسالة صغيرة. وفي سنة ١٢٩٥ ولي نيابة محكمة العونية بمحلة العمارة ولما توفي الشيخ محمد البرقاوي قاضي الحنابلة ولي القضاء في مكانه ثم عزل عنه وألغي القضاء من أصله في حادثة الشيخ الطنطاوي مع بني الصلاحي وهي دعوى معروفة. وكان ترك له أخوه سيدي الجد فرضية البلدية في دمشق لما ولي القضاء في راشيا فاستقر بها وبالفتوى إلى وفاته وكان عليه وعَلَى أخيه الجد تولية الجامع المظفري المعروف بجامع الحنابلة وتولية المدرسة البدرئية وتدريسها وكان مرجعًا في المشكلات وعمدة في المعضلات وبالجملة فقد كان حسنة من حسنات الدهر وكانت وفاته فجأة عقب نزوله من وادي الغزي قرب الربوة وذلك ليلة الاثنين ثاني عشري صفر سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف ودفن بتربة الذهبية بدمشق وأعقب أولاده الأربعة الشيخ مصطفى أفندي وطاهر أفندي وعبد اللطيف أفندي حفظهم الله وسعيد أفندي المولود سنة ١٢٩٥ والمتوفى سنة ١٣١٥ وكان