شابا ذكيا المعيا حضر في مباديء العلم على والده وأخيه الأكبر رحمه الله تعالى.
تذييل: كانت ولادة ابن العم الشيخ مصطفى المقدم ذكرة في سنة ١٣٧٢ ونشأ في حجر والده وعمه وقرأ القرآن العظيم عَلَى الشيخ أحمد القدومي الآتية ترجمته وأخذ الخط عن سليم أفندي نزيل البدرأية ولازم دروس والده وعمه في الفقه والفرائض وغيرهما وقرأ في النحو والصرف وغير ذلك على العلامتين الشيخ سليم العطار والشيخ بكري العطار وحصل وبرع وفي سنة ١٢٩٤ وجهت عليه خطابة المدرسة المذكورة ببراءة سلطانية ولم يزل قائما بها حتى الآن وفي سنة ١٣٠٠ تقريبا صار كاتبا في محكمة البزورية مدة قليلة وحج مرتين سنة ١٣٠٥ وسنة ١٣٠٨ وفي سنة ١٣٠٥ المذكورة اجتمع بالشيخ محمد الدندراوي خليفة الأستاذ إبراهيم الرشيد خليفة سيدي أحمد بن إدريس فأخذ عنه علم التصوف وصار من خلفائه في الشام ثم عقد مجالس الذكر في مدرستنا البدرأية من ذلك العهد إلى سنة ١٣١٩ وفيها ورد أمر الدندراوي المذكور من مكة المكرمة بابطال الذكر من المدرسة المذكورة وقد لازم الأستاذ العلامة الشيخ بدر الدين المغربي الملازمة التامة وحضر دروسه الخاصة والعامة واختص به وغلب عليه حب الصوفية أصحاب وحدة الوجود والعناية بكلامهم وطريقهم بحيث صار له ذلك مشربا يطنب فيه ويدعو إليه وقد درس في المدرسة المذكورة وانتفع به الطلبة في الفقه والنحو وغير ذلك وكان في سنة ١٣١٦ ولي فرضية البلدية بعد وفاة والده ولم تطل مدته بها فتركها إلى غير أهلها وكان ما كان ولما جرى تنسيق الحكومة العثمانية سنة ١٣٢٧ ولي تدريس قضاء دوما فصار يخرج إليها في بعض أيام الأسبوع ثم في سنة ١٣٣١ وجهت عليه فتوى القضاء المذكور فاستقر بها وبالتدريس واستقام في القصبة المذكورة إلى يومنا هذا وهو لأبدع من رجال العلم والفضل فقيه نبيه جليل نبيل لطيف المحاورة والمسامرة ألف رسالة في الرد على الوهابية وفي آخرها مبحث في التصوف طبعت في بيروت سنة ١٣٣٠ وقد ينظم الشعر فمنه ما كتبه إلى بعض رجال الدولة:
لقد غرست يد الإحسان منكم … غراسًا يكتسي أزهى الملابس