والتذكرة مجلد والإشارة مجلد لطيف وهو مختصر كتاب الروايتين والوجهين والمنثور وله في الأصلين الإرشاد في أصول الدين والواضح في أصول الفقه والانتصار لأهل الحديث مجلد ونفي التشبيه ومسائل مشكلة في آيات من القرآن وأحاديث سئل عنها فأجاب وله كتاب تهذيب النفس وكتاب تفضيل العبادات على نعيم الجنات وكان ابن عقيل كثير التعظيم للإِمام أحمد وأصحابه والرد على مخالفيهم وله مسائل كثيرة ينفرد بها ويخالف فيها المذهب ومن كلامه الحسن في صفة الأرض أيام الربيع وإن الأرض أهدت إلى السماء غبرتها بترقية الغيوم فكستها السماء زهرتها من الكواكب والنجوم" توفي أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله بكرة الجمعة ثاني عشر جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وخمس مائة وصلي عليه في جامعي القصر والمنصور وحزر من اجتمع في جنازته بثلاث مائة ودفن في دكة قبر الإِمام أحمد - وكان له ولدان ماتا في حياته أحدهما أبو الحسن عقيل كان في غاية الحسن وكان شابًا فهما ذا خط حسن ولد في رمضان سنة إحدى وثمانين وأربع مائة وسمع من جماعة وتفقه على أبيه وكان فقيهًا فاضلًا يقول الشعر ويحضر المواكب توفي يوم الثلاثاء منتصف محرم سنة عشر وخمسمائة وصلي عليه يوم الأربعاء ودفن في داره بالمظفر به فلما مات أبوه نقل معه إلى دكة الإِمام أحمد رضي الله عنه - والولد الآخر أبو منصور هبة الله ولد في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة وحفظ القرآن وتفقه وظهر منه أشياء تذكر من عقل غزير ودين متين ثم مرض وطال مرضه وأنفق عليه أبوه اموالًا في المرض ثم توفي رحمه الله سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وله نحو أربعة عشرة سنة وحمل أبو الوفا في نفسه من شدة الألم أمرًا عظيمًا ولكنه تصبر ولم يظهر منه جزع وكان يقول لولا أن القلوب توقن باجتماع ثان لتفطرت المرائر لفراق المحبوبين رحمهم الله تعالى.
* أبو الحسن الزاغوني
أحد أعيان المذهب البغدادي الفقيه المحدث الواعظ ولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة وله تصانيف كثيرة منها في الفقه الإقناع في مجلد والواضح والخلاف الكبير والمفردات في مجلدين وهي مائة مسألة ومصنف في الدور