مقررًا ما رامه من الصلح فلم يجب سؤاله وغدروا به ومرض عند رجوعهم وكانت وفاته بعد الفتنة بأرض البقاع في أواخر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة رحمه الله.
* قاضي القضاة عز الدين المقدسي
محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد المقدسي الصالحي الخطيب الشيخ الإِمام العالم العلامة قاضي القضاة عز الدين خطيب الجوامع المظفري وابن خطيبه ولد سنة أربع وستين وسبعمائة وحفظ وسمع وتفقه وكان له في التصنيف قلم جيد وكان خطيبًا بليغًا ومن مصنفاته النظم المفيد الأحمد في مفردات الإِمام أحمد وناب في القضاء بدمشق عن ابن المنجا ثم استقل بالوظيفة وكانت وفاته سنة عشرين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
* الشيخ شرف الدين بن مفلح
عبد الله بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني ثم الدمشقي الشيخ الإِمام علامة الزمان شيخ المسلمين شرف الدين أبو محمد مولده كما أخبر به في سنة ست أو سبع وخمسين وسبعمائة حفظ القرآن وكان يقوم به في التراويح كل سنة بجامع الأفرم وله محفوظات كثيرة منها المقنع في الفقه ومختصر ابن الحاجب في الأصول وألفية ابن مالك في النحو وألفية الجويني في الحديث والانتصار في الحديث مؤلف جده جمال الدين المرداوي وكان علامة في الفقه يستحضر غالب فروع والده أستاذًا في الأصول بارعًا في التفسير والحديث مشاركًا في سوى ذلك وكان شيخ الحنابلة بالشام بل بالمملكة وأثنى عليه الأئمة في عصره وقد أخذ عن أخيه الشيخ برهان الدين المقدمة ترجمته وغيره وباشر نيابة الحكم قبل فتنة تيمورلنك وبعدها دهرًا طويلًا ثم ترك ذلك وكانت وفاته ليلة الجمعة ثاني ذي القعدة سنة ثلاثين وثمانمائة وصلي عليه بالجامع المظفري ودفن بالروضة رحمه الله.